ناس كتير انتقدت أعمال نزلت فى معرض الكتاب وأنها عند مقارنتها بالقديم، ﻻ تقارن حتى!
الحوار ده فكرنى بجملة علقت معايا لمحمد المنسى قنديل فى بداية كتابه \”شخصيات حية من اﻷغانى \” تقول: \”لو وُجد أبو الفرج اﻷصفهانى فى أيامنا, هل كان يستطيع أن يؤلف كتاب \”اﻷغانى\” فى تلك اﻷجزاء التى تبلغ ستة وعشرين جزءًا؟ هل كان يستطيع أن يجد بيننا مادته الحية؟ هل كان يمكن أن يصل إليه ذلك الكم الكبير من أخبار فرسان الصحراء، والخلفاء.. أم أنه سوف يجدنا متعبين نادمين على اليوم الذى نعيشه، خائفين من اليوم اﻵتى, سيجدنا فى ذيل القائمة بعد أن كنا على رأسها؟\”
بالصلاتو ع النبى كده، الكتاب ده إصدار 1990 بيتكلم عن مختارات من موسوعة فى القرن الرابع الهجرى، وأتجمعت فى خمسين سنة وأتباعت بألف دينار إلى سيف الدولة الحمدانى.
أحب بس أقول إنك لما تقرا أى حاجة للمنسى قنديل، بياخدك فى رحلة فى اللى كاتبه بتفاصيل الحكاية وبطريقة الراوى بكلماته بيسحرك ويشدك للدوامة جوه، فتلاقى نفسك بطلا أو شاهدا على اللى بيحصل.
أنا بتكلم على اللى قريته، ﻻ هافتى وﻻ هاتحدى.. عندك مثلا فى \”أنا عشقت\”، أحترت يا ترى البطلة هتفضل واقفة كده.. المنيلة على عينها دى لغاية إمتى؟ وماعجبنيش إنها تختار اللى سبب الوقفة تحس الحياة بالظبط فى اختياراتنا الغريبة واقتناعنا بيها، ﻻ وكمان الحرب عشانها!
كنت مشاركاه فى الرحلة \”قمر على سمرقند \”، والوجع فى \”أنكسار الروح\” .
وشرحه فى الكتاب ده 30 شخصية من كتاب الأغانى، أنا كنت بلاقى صعوبة إنى أخلص شخصية أدخل فى غيرها، باتأثر بيها.. بعيوبها وبمميزاتها وظروفها، وقدرها كله كله لوكشة واحدة.
خد عندك مثلاً:
\”هجرس بن كليب\”
إن خيبة اﻷمل الكامنة فى المجهول، ﻻ يمكن تجنبها.
\”الحارث بن ظالم المرى\”
الملوك ﻻ يرحمون، والسادة خائفون، والقبائل متشابهة، تتمسك بأهداب التقاليد وتتفاخر باﻷكاذيب، حتى يأتى وقت الخطر، فتدفن رأسها فى الرمل.
أبو الفرج الأصفهانى عن الصديقين \”المنخل بن عبيد والنابعة الذبيانى\”
أما الصداقة، فهى نبض ليالى الخوف والخطر المشترك، وعندما تحيطها الدعة وتحف بها اﻷطماع، يصبح الود وقيعة، وإسداء النصح دسيسة.
\”عبد يغوث\” يرثى نفسه أمام قبيلة تميم:
ألا ﻻ تلوماني كفى اللومَ ما بيا فما لكما فى اللوم نفعُ وﻻ ليا
\”قيس بن الملوح\”
– وإنى ﻷخشى أن أموت فجاءة وفى النفس حاجات إليك كما هيا
وإنى لينسينى لقاؤك كلما لقيتك يومًا أن أبثك ما بيا.
– لقد رسخت فى القلب منك مودة كما رسخت فى الراحتين اﻷصابع
\”وضاح اليمن\”
لقد علَّم الموت وضاحًا أن يكتم السر.
دفنه الخليفة الوليد بن عبد الملك بصندوق الملابس لخيانته مع زوجته أم البنين، مع عدم تأكده إذا كان جواه وﻻ لأ \”يا هذا لو كنت كذبًا فما دفنا سوى الخشب ، ولو كنت صدقا فقد أرحتنا وأسترحت\”
\”قيس بن ذريح\”
ما كنت ﻷطيع فيك أحدًا وأعصاك أبدًا
إلى لبنى بنت الحباب زوجته.
\”الفرذدق\”
السائرون فى هذا الزمان كالسائر على حد السيف، زمنى الذى أكرهه وأتنفس غباره وأطالع وجهى فى مرآته كل صباح، كيف أحتمله دون أن أكون وغدًا لهذه الدرجة؟
\”عالية بنت المهدى\”
وﻻ خَلا منك قلبى ﻻ وﻻ جسدى.. كُلِّي بكُلِّك مشغولٌ ومُرتهِن.
مُنْفَصِلُ عنِّى وما قلبي عنهُ مُنفصلْ
يا قاطعى اليوم لمنْ نويتَ بعدى أن تصلْ
مِن أجلِك أمشى من مَوتٍ إلى مَوت
إلى \”طل\” الذى حبسه أخوها الخليفة لأنها حبته، ولما طلعته كان بيضربها بالسياط وبيضحك بتشف.
\”عريب\”
“ أجعل سراويلى مخنقتى، وألصق خلخالى بقرطى!
\”فضل العبدية\”
وهل لى نَصيبُ فى فَؤادِكِ ثابتُ كما لك عندى فى الفُؤادِ نَصيبُ
\”عبداللّه المعتز\” خليفة ليوم واحد
“أشقى الناس، جسم تعب ونفس خائفة\”
حَدِّثينى يا همَّ سُؤلي ونَفسي مَن دَهانى في الحُبِّ أو مَن وَشَى بي
أنا مش عارف ممكن أقول إيه بعد الحلويات دى، غير إنى مع القليل اللى قريته للمنسى قنديل، لما بشوف أسمه بحس بيوعد \”أنكِ لن تملِ معى أبدا\”
وللى بيكتبوا شعر \”الحطيئة\” بيقولهم:
الشعر صعب وطويل سلمه، إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه
زلت به إلى الحضيض قدمه يريد ان يعربه فيعجمه.