كنا كصحفيين قبل ثورة 25 يناير 2011، عندما نسأل منير عن دوره –كمطرب مهم ومختلف- في الشأن العام يقول: أنا فقط فنان، دوري هو التحريض.. كل أغنياتي تحرض على الثورة على الظلم والقهر وافقار الشعب، ونيل الحرية.
قامت الثورة وغاب عنها المطرب الذي طالما أكد واستفاض في شرح دوره كمحرض، بينما حضرت أغنياته في الميدان، وكانت شفيعا له، ونسى الناس والشباب موقفه المتخاذل أثناء ثورة يناير، واستمروا في الإعجاب به كمطرب يحمل على كتفيه مشروعا فنيا ثريا، وصوتا شديد الخصوصية والتميز، وغفروا له – بعدها – أغنية الفطير في إعلان إحدى شركات الاتصالات، أو تغاضوا عنها حبا فيه، كما تغاضوا قبلها عن أغنية \”مش أي أي ولا زي زي\” التي وضعها في أحد ألبوماته، رغم أنها كانت ضمن مسلسل وكلماتها وإيقاعها يتماشيان مع أحداث المسلسل.
إلى أن فاجأ محمد منير عشاقه وجمهوره بحفل برعاية قناة صدى البلد.. حرض فيه الناس هذه المرة على تشجيع إعلامي من عينة أحمد موسى، عندما قام بتحيته من على خشبة المسرح، إضافة إلى تحريضه على تشجيع وتحية رجل أعمال من عينة محمد أبو العنين، أحد رجال مبارك المخلصين، والذين كان منير يدعي – سابقا- أنه يحرض على الثورة عليهم!
منير ليس مناضلا.. هو فنان موهوب –لا يختلف اثنان على موهبته- كان يمتلك مشروعا فنيا مختلفا، وكان يطنطن من حين لآخر بكونه المطرب الذي يحرض على الثورة ضد كل السخائم التي نعيش فيها.. لامنا – بعد ثورة يناير- حين واجهناه بامتناعه عن مساندة من آمنوا بكلمات أغنياته، وثاروا، وقال نصا: دوري انتهى كمحرض.. وأنا فقط مطرب.
حسنا.. تعاملنا معه على أنه فقط مطرب.. فما هي النتيجة؟
الآن أقولها لك بالفم المليان يا منير، وبعدما غنيت في حفلك الأخير – برعاية محمد أبو العينين- في شرم الشيخ، بصوت منهك خامل ممل وبليد، أشبه بصوت رجل تناول وجبة ثقيلة ويعاني من الحموضة.. وأشفقت عليك فعلا – صعبت عليا بصراحة- أقولها لك: أنت لم تعد مطربا عفي الصوت، وما عاد حسك رائقا.. صرت مجرد مطرب مصري من جملة كام 100 مطرب في مصر بيعملوا حفلات لايف \”زي الزفت\” بعيدا عن إسعافات أجهزة الصوت في الاستوديوهات.. غضبت وأنت تغني في الحفل الأخير \”حدوتة مصرية\”، فأحبالك الصوتية تدهورت تماما، ولم تعد قادرة على غناء مثل هذه الأغنية، التي ما كان يقدر على غنائها سواك في الماضي، وحزنت عندما غنيت \”الليلة يا سمرا\” بهذا الصوت الذي صار مشوها ومزعجا.
لكن ابشر.. فأنت مازلت محرضا، لكن هذه المرة، أنت محرض للناس على توجيه التحية لرجل الأعمال محمد أبو العينين، ومن هم في جبهته، وللإعلامي أحمد موسى، الذي قلت إنك معجب بأنه صار من ضمن مهاويسك! عمرو مصطفى أيضا فنان محرض مثلك.. لا فرق بينكما.
هنيئا لك بجمهورك الجديد.. شيء مشرف الحقيقة.
وتلك ثلاثة مقالات لي.. كتبتها – في السابق – عن منير بعد ثورة 25 يناير، فمن انحدر بعد هذه الثورة، سيواصل الانحدار.. إلى أن يجد نفسه – كفى الله الشر- مثل محمد منير في حفله الأخير في شرم الشيخ.. شبحا لفنان مازال يمتلك نفس حركاته البهلوانية، التي كانت مميزة في السابق، ولكن – هذه المرة- مع صوت متحشرج مشروخ، وكأنه صوت خجول من ذلك الصوت القديم، الذي كان – ذات يوم- عذبا.. جامحا.. منطلقا ورائقا.
المقال الأول نشر في جريدة التحرير في سبتمبر 2011:
الهضبة والملك
أي الموقفين تفضل.. موقف عمرو دياب من الثورة أم موقف محمد منير؟ يلوم الثوار وغيرهم على عمرو دياب كونه صمت ولم يدل برأيه في الثورة، بينما أرى موقفه – أو بالأحرى – لا موقفه، هو قمة الاحترام لفنه وجمهوره، فيما أرى – على عكس الكثيرين- أن أغنية \”إزاي\” التي ألقمنا بها محمد منير أثناء أيام الثورة المجيدة، كانت قمة في الاستهانة بتاريخ منير كله، ليس لأنها سيئة، ولا لكونها لا تعبر عن ثوار يقتنصون حقهم وكرامتهم دون تساؤلات من عينة \”إزاي\”، ولا لأن بها كلمات يا ليت من يحبون الأغنية يوضحون معناها لي أو يصححون خطأ سمعى لها مثل \”أتمعشق اسمك\”.. هل سمعت الكلمة جيدا؟ وما معناها؟ أم أنني سمعتها خطأ، وارغب في التصحيح، وبالتالي فاللوم يقع عليّ لضعف سمعي.
محمد منير الذي عرفته منذ نعومة أظافري مطربا محرضا على حب مصر، ولد ألبومه الأول \”علموني عنيكي\” يوم ولدت، فصار عشق صوته وغناه بمثابة واجبا مقدسا.. هذا مطرب لا يغني لحبيبة عادية.. تخذله ويحبها.. يقاومها ويبعد عنها.. ينساها فتقتله قسوتها.. هو يغني للوطن.. خذل كثيرين يوم ضن عليهم بكلمة تؤكد معاني كلمات أغنياته التي تردد صداها في ميدان التحرير مدة 18 يوما متواصلة.. كان منير –وقتها- خارجا لتوه من عملية جراحية.. هل ألجمت العملية التي أجريت في ظهره لسانه أيضا؟ كيف ترك من شحنهم كل هذه السنوات بأغنيات تحرض على حب الوطن وعلى الحرية دون كلمة منه تدفع عنهم بعض إحباطهم؟ كيف لمحمد منير أن يتصور أنه مجرد فنان كلمته مثل عدمها، في وقت يحتاج الناس لغنائه، لكنهم كانوا يحتاجون إلى وقفته الإنسانية معهم أكثر.. كانوا يتوسلون إليه وقت ضعفهم، ليتشبثوا بقوته وبجمهوره وشعبه، فاللفنانين شعوب تعشقهم وكم تؤثر مواقفهم وكلماتهم التي يلقونها هكذا بمنتهى الانتهازية أو منتهى النزاهة في مؤشرات الأحداث عموما.
وجد منير أن أغنياته كانت كافية لإثبات وقوفه إلى جوار الثورة، ثم قدم فيديو كليب خائبا \”مسلوقا\” يشبه إعلانات المحمول لأغنية بلا طعم، مؤكدا بها التضامن مع الثورة، بينما كان العشم فيه أكبر من أغنية وكليب يستغلان صورا فوتواغرافية من ميدان التحرير.. كان العشم كبيرا في مطرب تعلقنا به جميعا، حتى إن أملنا فيه صغر – كي لا نحرجه- في تمني البعض مجرد مداخلة هاتفية في برنامج \”توك شو\” من تلك التي أمطرنا فيها أشباه الفنانين بهذيهم.
في نفس الوقت الذي أحبطني فيه محمد منير، احترمت كثيرا عمرو دياب الذي لم يقل يوما أنه محرض على الثورة ضد الظلم أو أنه مطرب صاحب رسالة أو أن أغنياته للحبيبة بمثابة منشورات سياسية.. عمرو دياب اختفى ولم يتحدث.. هرب أو ظل في مصر.. الرجل قال لنا من البداية: أنا مجرد مطرب، وهذه ميزته وقيمته.
نتمنى حقا أن يعرف الفنانون أن الفن في حد ذاته قيمة عظيمة ورسالة مدهشة للعالم، وأن الكلام في السياسة لن يعلي قيمتهم بقدر أكبر مما ستعلو به بما يقدمونه في الفن، نتمنى أن يدركوا أن ما يقدمونه من فن هو الباقي في تاريخهم، وأنهم ليسوا القادة فيه، بل إن هناك منتج ومؤلف وملحن ومخرج.. جميعهم يصنعون فنا يكون المطرب أو الممثل واجهته، وأضعف حلقاته الفكرية.. هذا بالضبط ما أدركه عمرو دياب في الماضى والحاضر، وهذا هو ما لم يدركه محمد منير في الماضى وفهمه وقت المحك، ولذلك حملناه أكثر مما يحتمل وقت الشدة، فليس كل الفنانين سواء، وليس كل الفنانين محمد منير الذي انتظر الناس كلمته وموقفه.. لا مجرد تساؤل في صيغة أغنية بعنوان \”إزاي\”.
لا لوم على عمرو دياب لأنه تصرف بحسب الأصول وبحسب طبيعته.. مطرب لا يقحم نفسه فيما لا يعرف، ولا يتورط فيما يخشى.. اللوم كل اللوم على من جاءته فرصة أن يتخذ موقفا بعد كثير من الغناء وتصريحات التحريض السياسية اللائمة للجميع، فصمت وطرح على مصر – التى أجابت- سؤالا قديما.
المقال الثاني نشر في جريدة التحرير في سبتمبر 2011:
إنه محمد منير
كتبت عن أغنية \”إزاي\” لمطربها محمد منير.. تناوب المحبون الولهانون المتيمون في السب.. قالوا في شخصي ما قاله مالك في الخمر.. حسنا.. كلماتهم دفعتني للتفكير أكثر، خصوصا في تلك الكلمات التي تشكك في حبي للمطرب، وفي إخلاصي له.. لكن هذا المطرب ليس زوجي كي أحرص على مشاعره عندما يجرحنى، ولا أدري كيف تحبون مطربا أو فنانا بشكل عام وتستبيحون حرمة من ينتقده هكذا.. هل تعتقدون أن مطربكم سيفرح بتجاوزكم وبحبكم المرضي له.. الحبيب الذي لا يرى عيوب حبيبه.. يبقى أعمى، ولن تدفعه الكلمات كي يرى، ولكني سأحاول.
تهافت المحبون في توضيح معنى كلمة \”اتمعشق\” التي وردت في الأغنية، والتي كانت مجرد كلمة عابرة في المقال وفي علاقتي بالأغنية وبموقف المطرب.. ذكرتها في مقدمة كلماتي عنه وعنها، ولم تكن سببا رئيسيا للمقال.. ذلك هو بالضبط ما تعنيه كلمة \”سفسطائية\” حينما نتناقش فيما هو أخطر من معنى لكلمة عابرة، سألت عن معناها سؤالا عابرا في مقالي السابق، والذي أيضا لم أقل فيه إن منير صنع الأغنية خصيصا للثورة، بل إنني لم أحدد زمن صناعتها، رغم أنني أعرف تاريخها جيدا، كما أنني أعرف أنها لم تمنع – رقابيا – إطلاقا، فلا تصنعوا بطولات زائفة لمطرب مشهور ببطولاته الحقيقية، ولا تختبروا حبنا للأشخاص بالمزايدة علينا في الحب، فتلك شيم المزايدين، فالمحب الحق هو ذلك الذي يحب ثم يهدأ ليرى لماذا يحب وكيف يحب وما مدي هذا الحب وما هي القيمة الحقيقية لمحبوبه.
تريدون الآن مقالا يوضح معنى كلمة \”اتمعشق\” التي وردت في أغنية \”إزاي\” لمطربها محمد منير؟ كيف فسرها المحبون إذن؟
قال البعض إن منير كان يقول في الأغنية \”أد ما اعشق\” يا غبية.. هكذا وصفوني! ونال هذا المعنى استحسان عشرات المعلقين.. ثم خرج عدد ليس بالقليل منهم لتوضيح معنى كلمة \”اتمعشق\” التي لم يستوعبها غبائى، إلى أن ظهر متفرد منهم بمقال يفند فيه معنى الكلمة ويحيلها لغويا إلى صيغة المبالغة.. عشق يعشق فهو متمعشق!
\”المنايرة\” هؤلاء المعجبون المحبون الذين ابتذلوا أغنيات منير بهذا الاسم، مقلدين \”العمراوية\” و\”التمورية\”، كانوا أكثر شراسة ممن قلدوهم من معجبين المطربين الآخرين، فتفرغوا لعمل صفحة خاصة على الفيس بوك يعلنون فيها عن كراهيتهم لي ويسبونني فيها بكل ما جادت به قريحتهم، وقرر عدد منهم عمل مظاهرة تحت بيتي للتنديد بموقفي من مطربهم المحبوب!
ووضع لي المتحمسون منهم فيديوهات توضح موقف منير من الثورة كلقاء له في قناة عربية يمدح فيه الثورة والثوار، بعد أن أصبح الموقف مجانيا وبلا ثمن بعد تنحي المخلوع، ومطرب المنايرة قال في لقائه الذي وضعوه إنه كان محرضا، لكنه وقت أن قامت الثورة فضل أن يكون مع الناس.
لكنني لم أشاهده مع الناس أيضا، فهل أحاسب الآن على تصديقي لمحمد منير؟!
تناوب المنايرة على سبي وسب أبائي وأجدادي، فقط لدهشتهم من انتقاد أحدهم لمطربهم.. ما مشكلتكم؟
المشكلة أنني قارنته بموقف عمرو دياب الذي أرى أن موقفه من الثورة كان لا موقفا، كعادته دوما في المواقف.. مطرب بلا موقف ولا يدعي شيئا.. لم تكن المقارنة بين تاريخ وتارخ، ولكن بين مواقف ومواقف، ولو كنت قد أخطأت في المقارنة بين الهضبة عمرو دياب والملك محمد منير في المقال السابق في التاريخ والمواقف، فاعتقد أن المقارنة ستكون حلالا خالصا بين تاريخ مواقف منير وتاريخ مواقف علي الحجار، لكنها ستكون ظالمة للحجار من حيث الموقف، فعلي الحجار أعلن موقفه من الثورة منذ يومها الأول وهو في أسبانيا، حيث كان يجري جراحة في ظهره هو الآخر، بينما اختفى منير عن الأنظار تماما وقت حاجتنا الحقيقية له. الموقفان متباينان تماما.. في بعض الأحيان لا تسعف الأغنيات وفي بعض الأحيان يخسر المحبون المعارك بدفاعهم المتهور عمن يحبون.. فليس كل منتقد كارها وباحثا عن الشهرة، وليس كل محب \”شاطر\” في الدفاع عن مطربه المفضل المحبوب، فلو كانت الكلمة في أغنية \”إزاي\” اتمعشق\” فهي كلمة خاطئة تماما لغويا سواء في العامية أو الفصحى، ولا أحد يستشهد بصلاح جاهين في \”العشق والمعشقة\” لأنه شاعر اخترع لغة أخرى، ولو كانت الكلمة في أغنية \”إزاى\” هي \”أد ما اعشق\”، فقد فسدت مخارج اللغة عند منير تماما وأصبح \”المنايرة\” هم فقط الفاهمون، وبالتالي المترجمون لها لأمثالنا من الجهلاء.
وهذا ردي على تلخيص مقالي في معنى كلمة في أغنية.. طلبت تفسيرها ولم اقتنع بالتفسير، أما الموقف، فأشكركم على توضيحه، وكأنه كان تائها عني!
الخلاصة: محمد منير ذلك المطرب الذي حرض على الثورة ودعا إليها في كلمات شعراء اختار أن يغنيهم، ليس عمرو دياب كي لا نحاسبه على مواقفه.. إنه محمد منير.
المقال الثالث.. نشر في جريدة التحرير في يوليو 2013:
300 كلمة
قبل أن أكتب عن محمد منير لا بد أن أذكر عشاقه والمتيمين به ومجاذيبه، أنني من محبيه القدامى منذ أول ألبوماته \”علمونى عنيكى\” الذي ولدت سنة إصداره \”1977\”.
تلك مقدمة واجبة، لا أكتبها كثيرا عندما أكتب عن أحدهم، ولكن لمحمد منير وجمهوره رصيدا من الاحترام يسمح بمقدمات من هذا النوع.
ماذا لو لم يحترم النجم \”المحترم\” جمهوره، ليقرر بلا أي ضغوط أن يغني في إعلان سمج لإحدى شركات الاتصالات، كلمات من عينة \”محشي وفطير\”؟! وليس هذا فحسب، بل إنه يقبل، وهو الفنان المستقل الهائم في ملكوت ذاته، أن يشوه لحنا لبليغ حمدى غناه قبله وديع الصافى \”على رمش عيونها\”؟!
تجاوزنا مرات عن هفوات له من عينة أغنية \”مش كل كل ولا أي أي\”، التي وضعها فى ألبوم يحتفظ به عشاقه كأيقونة له، وبرر هو الأغنية بأنها ضمن مسلسل يقدمه.. وتخطينا الموقف برحابة وسامحناه، ومررنا الأغنية المبتذلة بمنتهى الأريحية، لكن يصر \”الكينج\” على السقوط، قدر إصرار عشاقه على الدفاع عنه.
حضرت الشهر الماضي حلقة من حلقات \”أراب آيدول\”، يحييها \”الكينج\” محمد منير، وقال قبل أن يغني إن \”الليلة يا سمرا\”، هي أغنية صنعت للأرض العربية!
قلت لصديقتي حينها: منير يكذب.. ما كان يوما قوميا.. عربي الهوى، وما كان يغنى سوى لمصر.. هو بنفسه قال ذلك في حوار أجرته معه مجلة \”المصور\” عام 95: \”كل أغنياتي لمصر.. هي الحبيبة في كل ما غنيت\”.
لكن في \”أراب آيدول\” تتحدث الدولارات، والموقف يستدعي نفاق مُلاك القناة العرب المتحكمين في عقد احتكاره مدة عام، وقد دفعوا فيه 15 مليون جنيه، حتى إنه كذب ثانية في نفس الحفل، وقال إنه طلب من منتجه القديم أن تغني معه الإماراتية أحلام أغنية \”نعناع الجنينة\”!
\”أكل العيش\” لا يعيب أحدا.. وحتى لو غنى منير للمحشي والفطير، فهو حر تماما، لكن فقط يجب أن يعلن هو أنه لم يعد أسطورة فنية صعبة الفهم والتحليل، وإنما أصبح مثله مثل الموجودين على الساحة.. زالت عنه هيبته ولم يعد ساحرا كما كان.
وأخيرا لابد أن يفهم منير أن تراث الأغنيات الذى يتحدث عنه، ليس ملكه وحده، فهناك شعراء وملحنون شاركوا في صناعته، فلا يحق له – مثلا- أن يتحدث نيابة عمن شاركوا في صنع \”الليلة يا سمرا\”.
أيها \”الكينج\” العظيم.. أسطورتك الفنية عالية المقام.. لكن لا يحق لك الكذب فيها، لأن لك شركاء في صنعها وجمهورا عشقها وصدق أنك بطلها، ولست صانعها الوحيد، كما أنك تعبث الآن وتفسد الأسطورة بالمحشي والفطير.