ابنك عنده سنة، بيحاول يمشي لأول مرة وبتشجعه، عنده خمس سنين وأول مرة يقول نكتة، بيقول جملتين ورا بعض مالهمش علاقة بنكتة، فبتضحك وتشجعه، عنده سبع سنين وبيلعب تنس بقاله شهرين، وبيتغلب من واحد أكبر منه، فبتشجعه وتقوله براڤو.
المشكلة إننا بنتعامل مع الناس الطبيعية البالغة اللي المفروض راشدة بنفس الأسلوب. مفيش حاجة اسمها منتخب عريق يعمل تمثيل مشرف.. الكلام ده لو لميت ناس من على القهوة علشان يلعبوا لعبة لأول مرة في مسابقة دولية، وبعدين عندهم أمل يتحسنوا المرة اللي جاية.
إحنا فضلنا نشجع \”الميديوكريتي\” لحد ما بقت هي أقصى آمالنا. \”ميديوكريتي\” إيه بس، ده إحنا ظلمنا \”الميديوكريتي\” معانا.. ده فشل بعد فشل بعد فشل، وبنصقف له ونحتفل بيه.
ستين سنة بنشجع صناعة السيارات ونحميها من المنافسة بالجمارك الأعلى في العالم، وإيه النتيجة؟ لِسَّه بتحبي. طول عمرنا بننتشي ونهلل لو واحد غنى أغنية ضعيفة لمجرد إنه يجيب سيرة الوطن أو الدين. ولما بنفخر بحاجة كويسة بيبقى مالناش يد فيها، زي القطن والآثار، وكل تدخلنا فيها بيخربها مش بيدعوا للفخر.
وآخرتها صحفية فاشلة تسافر عشرين ساعة علشان تغطي أهم حدث في المجال بتاعه، في بلد لغتها الغالبة هي الإنجليزية، وهي غير قادرة على صياغة سؤال، ولغتها تكاد تكون معدومة. وكل ده، والفخر ماليها علشان هي أول مصرية تغطي الأوسكار، وفاكرة إن دي حاجة تستاهل تعلنها، زي ما يكون اللي كسب الأوسكار حيصقف لها ويشجعها ويقولها شاطرة يا حبيبتي.
هي فاكرة إن كونها أول صحفية (امرأة، علشان يوسف شريف رزق الله ياما غطى الأوسكار) مصرية تسافر تغطي الأوسكار ده حدث عالمي؟! لأ، هو كبيره يبقى حدث محلي تفخري بيه قدام زمايلك، وده في حالة إن أنتي فعلا اثبتّي إنك الأجدر والأفضل، وطبعا كلنا عارفين إن فيه مئات الصحفيين الأجدر والأفضل، على الأقل بيعرفوا يصيغوا سؤال!
وبعد كده ناس تدافع عنها وتهاجم اللي بيهاجموها. ويقولولك يعني عايزها تحبط وتبطل صحافة؟! ما هو يا تبطل صحافة، يا تتعلم صحافة، اللي هي بتعمله ده مش صحافة. وتشجيعنا ليها ولأمثالها مش حيجيبلنا غير فشل في فشل. وفي كل مجال. الناس دي ناقص تقول لنا: يا جماعة شجعوها علشان يمكن بعد مجهود وتشجيع وتكاليف تقدر إنها في يوم من الأيام تكون صحفية \”ميديوكر\”!
حتى ابنك، يوم من الأيام لازم تقوله: كفاية بقى يا حبيبي، شوفلك حاجة تفلح فيها!