حنان كمال تكتب: أنا أمرأة جديدة تولد الآن

اقرأ كتابا جديدا عن التغذية الصحية, يشرح الكتاب أن الخلية السرطانية هي خلية كان يفترض بها أن تموت, أو حان ميعاد موتها لتولد خلية جديدة بدلا منها, لكن نتيجة لعوامل مختلفة تحدث طفرة جينية في الخلية وتستمر في الحياة وتستمر في النمو, هذه هي اللحظة الأولى لولادة السرطان داخل الجسد, تستمر الخلية التي كان يفترض بها أن تكون ميتة في النمو والتكاثر حتى تخلق ورما يشخص بأنه ورم سرطاني.

قد تستغرق المرحلة من لحظة تمرد تلك الخلية على قدرها وتحولها إلى ما يشبه الأرواح الشريرة داخل الجسم وحتى لحظة الإعلان عن نفسها ورما سرطانيا سنوات, قد ينجح الجسم خلالها في التغلب عليها وهزيمتها دون أن يشعر المريض ودون أن يشخص ودون أن يتلقى علاجا, وقد لا ينجح، ومن هنا تبدأ رحلة العلاج والتشخيصات والكيماوي والإشعاع وخلافه.

أفكر في أن السرطان هو خلايا ميتة تواصل الحياة والنمو وكأنه أرواح شريرة ضلت طريقها إلى العالم الآخر وتحولت إلى شبح شرير يقتل الخلايا الأخرى, كأنه حاصد الأرواح الذي يحمل منجلا في أفلام الرعب.

إن موتا كان ينمو داخل جسدي, ذات مرة أخبرتني الطبيبة أن السرطان نشأ ذات لحظة منذ سنوات, في لحظة ما مررت فيها بمأزق نفسي أو صدمة شديدة, قلت لها اعرف, كانت صورة أحمد راقدا فاقدا للوعي بجوار السيارة المقلوبة مثبتة في ذاكرتي كلحظة مثالية لنمو الموت داخل جسدي.

لست حزينة لما حدث، ولم اعد اتعامل معه بروح التراجيديا, ربما لم يعد لدي أمل في أن تعود الحياة التي مضت, الحياة التي انتهت تماما كأنها ماء ينسكب من سيارة تتدحرج على هاوية.

ابدأ الآن مرحلة جديدة, اغير نمط غذائي لنظام المايكروبيوتك وهو نمط تغذية صحي، هو الأنسب لمرضى السرطان ومرضى القلب كذلك, اقرأ عن مخاطر تناول اللحوم والسكر ومنتجات الألبان.. ما كنت قد عرفته سابقا منذ بدء رحلتي مع السرطان، لكن لم تكن لدي الشجاعة لتجربته.

بدأت الفكرة في رأسي وأنا في سيارة إسعاف تنقلني للمستشفى, كان ضغطي مرتفعا بشكل كبير وكان الأطباء قلقين لدرجة إجراء أشعة مقطعية على المخ للتأكد من أن نوبة الضغط لم يصل ضررها إلى المخ, هل كنت قريبة من الموت إلى هذه الدرجة؟!

الأمر يستحق إذن أن نتغير, فإذا كانت اللحوم والدهون تتسبب في رفع نسبة الكوليسترول في الدم، فلماذا لا استغني عنها؟ إذا كان السكر هو ما يغذي الخلايا السرطانية، فما جدوى كل تلك الحلويات التي نلتهمها؟!

أنا قررت أن اهزم الموت الصغير الذي نما داخل جسدي بالاقتراب أكثر من الطبيعة, ربما أنجح في أن تولد الآن امرأة جديدة تتألف خلايا جسدها من ما تنبته الأرض, لعلي إذا مت يغفر لي الله شراهتي في التعاطي مع ما منحه الله لنا من موارد وعطايا ومنح على هذه الأرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top