حسناء محمد تكتب: ترتر وحرير على غطاء زير

\”حيرتنا يا أقرع من فين نبوسك\”.. هكذا بدأت رسالتها، صباح اليوم الخميس؛ وجدنا رسالة ببريدنا الصباحي من مجهول وعلى مظروفها كتب \”ترتر وحرير على غطاء زير\”، لم يكن عنوانا عاديا أبدا، فبماذا يُعني هذا أو هذه المجهولة بذلك العنوان؟ ولماذا قرر أن يتعامل معنا كمجهول؟ هل هناك ما يخافه من تعريف هويته؟ تردد بذهننا العديد من الأسئلة إلى أن قررنا قراءة الرسالة وحل اللغز،ولكن قبل سرد الرسالة نرجو النظر لبعض الإرشادات:

(*) تعني جزءا أضافه محرر الرسالة للتوضيح.

(\”..\”) تعني سرد ما ورد بالرسالة.

\”حيرتنا يا أقرع من فين نبوسك، الكتابة بتستنفذ صاحبها ولو ماحاولش يعوض ده بالقراءة دايما أو إنه يسمع حكاوي كتير.. هيجي عليه وقت وقلمه هيقف أو هيكتب أي هري وخلاص، ده كان كلام كاتب ودكتور من أحد دكاترتي بالجامعة، وكمّل وقال إنه بدأ حياته بالصحافة، إلا إنه أوقفها لأنه مقدرش يوازن بين الصحافة والكتابة، وده لأن الأثنين ببساطة بيستنفذوا صاحبهم بشكل مبالغ فيه، ورأفةً بيكم كصحفيين وكُتاب، قررت أشاركم قصتي كنوع من أنواع الحكي الثري بالإضافة لإثراء موقعكم بالترافيك طبعا عشان بطبيعة الحال الناس بتحب القصص والصعبنيات بالأخص، فالمعادلة بقت بسيطة هتّنزلوا قصتي وماتنسوش تكتبوا في العنوان \”قصة قصيرة حزينة\”.. فالناس كلها تدخل تقرأها وتطلع أنت بالترافيك.. ماعلينا مش هشغلكم كتير وهبدأ في حكايتي علطول\”.

نظرية \”فاكس\”: 

\”فاكس\” مصطلح شبابي يستخدمه عموم الشباب تعبيرا عن عدم الإهتمام بموضوعٍ ما أو الرغبة في تخطي شيئ ما، وكما أعتدنا لا يوجد، نبت شيطاني في اللغة، بل هناك دائما مرجع تراثي للمصطلحات.

\”فاكس\” مصطلح يديشي \”فوكس\” بمعنى لا تهتم، واليديشية هى لغة استخدمها اليهود قديما خاصة الألمان منهم، وكانت تجمع بين العبرية القديمة والألمانية، واستخدمها أوائل الكُتاب العبرنيون في كتابتهم، وتطورت فوكس إلى فاكس بلغة الشباب.*

\”وبلغة الشباب اللي بيتذمر منها عامة الشعب اللي هما غالبا ماما وأخويا واختي وبنت الجيران وعم أحمد البقال.. هقولكم فاكس، وده مش تحدي ليهم زي ما ماما معتقدة دائما وأبدا \”إنتي ماوركيش غير تعب القلب والعناد\” لكن ده لأن المتخصصين الحيادين أثبتوا أن لا ضرر بفاكس ولغتنا الشبابية، فيه حوار سمعته على إذاعة مش فاكرة ترددها لما سأل مذيع لزج دكتور محمد حماد المتخصص في اللغة، بدار علوم- القاهرة، وهو بيضحك ومنتظر يسمع من الدكتور عتابا لاستخدامنا تلك المترادفات واللغة عشان يوضح قدام مستمعيه قد إيه هو مذيع مُثقف، إلا أن رد حماد نال من ذلك المتفاخر \”السبب الرئيسي في تلك اللغة التطور الطبيعي للأجيال وللمجتمع وليس منه ضرر أبدا على مجتمعنا وشبابنا لأنها بتستمر لفترة وبتنتهي ويظهر بدلا منها لغة أخرى.. في الثمانينيات كانوا يستخدمون لغة خاصة بهم مثل نهارك سعيد وغيره من المصطلحات\”، وأنا تأييدا للغة الشباب وكلام حماد بقولكم فاكس.. فاكس لكل حاجة مرت عليّا وأنا لسه عندي 22 سنة بس! أيوة 22 سنة يعني طفلة.

ومن نفس منطلق \”دق الطاسة تجيك ألف رقاصة\” أهو أنا بقى اللي دقيت الطاسة، وبدل ما تييجي الرقاصة، جت المصايب، يوم 22 يوليو تعبت شوية وقررت أروح لدكتور، وكنت أول مرة أزور دكتور بمفردي، روحت للدكتور وبدون أي أسباب حولني دكتور الباطنة لجراح وعند الجراح وبعد كم أشعة وعملية عملتها من غير أهلي أو أصحابي، عرفت إن شوية التعب ما هم إلا سرطان ثدي\”.

يتكوّن ثدي المرأة من الدهون، النسيج الضام، وآلاف الغدد الصغيرة، والمعروفة باسم الفصيصات، التي تنتج الحليب. إذا ولدت المرأة، يتم تسليم الحليب إلى الحلمة من خلال أنابيب صغيرة تسمى القنوات الناقلة، التي تسمح لها بالرضاعة.

تتكوّن أجسامنا من مليارات الخلايا الصغيرة.. تنمو الخلايا وتتكاثر بطريقة منتظمة، طبيعيا، وتتشكل خلايا جديدة فقط عندما وحيثما  يكون هناك حاجة لذلك.. في السرطان، يحدث خطأ في هذه العملية المتنظمة وتبدأ الخلايا بالنمو والتكاثر بطريقة غير منظّمة.

يمكن أن يكون لسرطان الثدي عدد من الأعراض، لكن عادة ما يظهر على شكل تورّم أو سماكة في نسيج الثدي، بالرغم من أن معظم أورام الثدي ليست سرطانية. إذا تم الكشف عن السرطان في مرحلة مبكرة، فيمكن علاجه قبل أن ينتشر إلى أجزاء الجسم القريبة.

كما أوضحت دراسات مؤخرا لبهية \”عدد المصابات بسرطان الثدي من الفتيات بنسبة 30% داخل مصر أما عن السيدات فبنسبة 50%\” *

\”سرطان الثدي.. أيوة أنا عرفت الخبر ده ولوحدي، والغريب إن لحد دلوقتي أقرب الناس ليّا مايعرفوش، واللي يعرف يتعد على الصوابع، ومش من ضمنهم أهلي، وده ليه؟ مش طمعا في المعاناة لوحدي، ولا عشان أنا طيبة وخايفة عليهم من الصدمة، لكن بسبب قراري اللي خدته بعد ما تنحت واكتئبت أسبوع وقضيته نوم 24 ساعة وعكيت في شغلي، قررت إني مش هتعالج ومش هاخد كيماوي، وببساطة هعيش حياتي أيا كانت الأيام اللي هاعيشها والمدة، إلا إني هاعيشها من غير كيماوي وقرفه، وهاستمتع بيها، وهاعمل كل اللي عايزاه، وده طبعا قرار عُمر ما عاقل هيوافق عليه، وعشان كده قررت ماقلش لحد\”.

دعوة ولية في عز الضهرية:

\”عشت حياتي ورجعت لشغلي واهتميت بيه وبقيت باخرج أكتر ما باقعد في بيتنا، لحد ما تعبت أكتر والدكتور قرر إن مفيش مفر من الاستئصال، وساعتها ماعرفتش أعمل إيه، وكان أول حد أفكر فيه.. أحمد الشخص اللي ارتبطت بيه لشهرين، وقررنا نفكس للعلاقة ونفضل أصحاب بس، وده ممكن يكون لأني كنت محتاجة حد بره حياتي ييجي يساعدني من غير أسئلة كتير، وكعادته خد قرار نيابة عني.. حجز ليّا عملية في مستشفى خارج مصر وده كان بفلوسه وفلوسي، وحددنا الميعاد وحجزنا تيكت لينا، وكان هو اللي هيسافر معايا، وكنت هسافر قدام أهلي كدراسة .

ولاني نحس بطبعي.. أحمد عمل حادثة قبل سفرنا بأسبوع ومات.. شكرا باي!\”.

في الحقيقة حاولت كتير أعرف.. هى مجرد رسالة استقبلها بريدي، أم جزء من حكايتي؟!…. *

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top