حسام الخولي يكتب: Star Wars.. في مديح النجوم وحروبها (1)

الجدل حول الفكرة والشكل العام والنوع لا ينتهي ما بين المهاويس والكارهين , وحري بالفيلم القادم بنهاية هذا العام أن يؤججه من جديد.

تمثل Star Wars   بالنسبة لي ولمئات الملايين حول العالم من محبيها أكثر من مجرد سلسلة أفلام, هي كذلك بالطبع وبلا جدال بالنسبة لصناعها ونجومها وأولهم المخرج \”جورج لوكاس\” صاحب الرؤية التي انطلقت من أواخر السبعينيات في القرن الماضي لتصبح من أهم وأشهر رموز السينما والثقافة الشعبية في العالم وتحصد بلا مبالغة مئات المليارات من الدولارات من إيرادات الأفلام والمسلسلات والمنتجات المرتبطة بها، لكن بعيدا عن هذا التوحش الرأسمالي الذي يصم بقدر ما يميز السلسلة، إلا أن الفكرة والعالم الذي خلقه \”لوكاس\” بتفاصيله الساحرة ودراماتيكيته الحادة تمكن من قلوب وعقول الكثيرين (وأنا منهم بجدارة) لعدد من الأسباب, قبل الخوض فيها يجب أن نشير إلى هذا الإعجاب الذي تطور إلى هوس، تحول عند البعض إلى ما يشبه الديانة أو أسلوب الحياة.. حيث تعلم واتقان اللغات الصناعية المختلفة التي يستخدمها سكان هذا العالم الخيالي, وارتداء ملابسهم ومحاكاة تفاصيل حياتهم.. هذه نماذج متطرفة ومحدودة بالطبع، لكن الإشارة إليها مهمة لتبيان قوة تأثير هذه المجموعة من القصص على متابعيها.

تنتمي هذه النوعية إلى جنس سينمائي / قصصي يمكن تسميته بالفانتازيا الفائقة High Fantasy  وهي تختلف عن الفانتازيا التقليدية بأنها لا تدمج عناصر الخيال أو السحر في دنيا وحياة أبطالها، التي تظل في النهاية دنيا الناس الواقعية الأرضية، لكنها تخلق عالما متكاملا مستقلا تماما ومنفصل عن واقعنا, تاريخا وجغرافيا وأحداثا وأسماء لا تمت لعالمنا ولا تتماس معه إلا في طبيعة الحراك داخل القصص بين قوى الخير والشر التي ترتبط وتتماثل برغم كل شيء مع طبيعة البشر وحياتهم بأطماعهم ونبلهم وخستهم وغيرها.

هذا الانفصال التام كان ربما السبب الرئيسي في مدى العشق الذي يكنه المحبين لهذه النوعية، وهو أيضا السبب في تحديد نوعية هؤلاء والطبيعة التي تغلب علي شخصيات معظمهم , فالأفلام والقصص من هذه النوعية توفر جرعة كبيرة من الـ \”الهروبية \” Escapism , وهي المخدر الفكري لهؤلاء الذين لا يتمكنون من التعايش مع عالم الواقع بشكل كفء سواء جاء ذلك بسبب كونهم مختلفين في اهتماماتهم وطريقة تفكيرهم عن التيار العام السائد في مجتمعاتهم، أو لأنهم لا يمتلكون الأدوات التنافسية الكافية للنجاح أو الاندماج بشكل سليم في هذه المجتمعات أو للسببين معا، ولهذا تمثل تلك العوالم الملونة البعيدة على الشاشة  فرصة مثالية للعيش في عالم آخر بقواعد مختلفة واحتمالات مغايرة.. مع أن الطريف أنه بتدقيق النظر نجد أن كثيرا جدا من مشاكل عالمنا المجتمعية والاقتصادية والسياسية ممثلة بشكل مواز في نسيج تلك القصص.. هناك نجد الطبقية وصراعات القوى الكبرى، التي تطحن الضعفاء والمهمشين ومن لا يمتلكون قدرات خاصة مثل الجيداي أو موارد وأصول ضخمة، لكن تبقى هناك المعارك المدمرة والجنود البسطاء الذين يروحون ضحايا بالجملة، لكن تأتي المؤثرات البصرية المبهرة والمخلوقات المبتكرة والأسلحة الأنيقة وقصص الفروسية والصراع ما بين الظلام والنور لتقوم بالتعمية علي هذه النقطة وتمنح السلسلة تلك النكهة الخيالية البارعة والتي ساهمت في تحقيق نجاحها المستمر حتى هذه اللحظة.. ولنا مع تلك النجوم المراوغة حديث آخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top