السينما هي عالم من الأشكال والصور المتحركة, ما من دليل على أهمية النظر إلى الفن بهذه الطريقة وبهذه البساطة أكثر من أن الاسم الشائع لها في بدايات ولادتها كان Moving Pictures الذي تحول بعد ذلك إلى Movies , ذلك أكثر من صفة بل هي روح لهذا الفن العظيم، ومثل أي فن تمكنت السينما عبر عمرها من خلق أيقوناتها الخاصة، وهي الرموز التي لا تحتاج إلى الكثير من الشرح والتوضيح، فيكفي أن تقع عليها العين لكي تتعرف على معناها وما ترمز إليه مباشرة, إذا كنت من محبي السينما فلن تأخذ وقتا طويلا لكي تتعرف على هذه المجموعة البسيطة من أشهر رموز الأعمال التي أحببناها وأثرت فينا, لكن يمكن أن تعتبرها رحلة بصرية قصيرة عبر ذكريات وانطباعات تركت فينا أثرا كبيرا.
Batman
من بين مئات اللوجوهات التي انتمت لسلسلة الأفلام الكبيرة هذه، فإن هذا هو أحبها إلى قلبي, ليس فقط لأنه يرمز للفيلم رقم واحد من مجموعة الأفلام التي وصلت إلى سبعة أفلام حاليا مرت بالكثير من التقلبات في الأسلوب ودرجة النضج الفني والتعاطي مع شخصية من أهم شخصيات القصص المصورة وأحد أبطال الأدب الشعبي الحديث كما يراه الكثير من الكتاب، لكن أيضا لأن هذا اللوجو يجمع بين الطبيعتين الأساسيتين للرجل الوطواط Batman واللتين طالما ركزت على إحداهما دون الأخرى الأعمال السينمائية التي تناولته, فهو ليس رمزا معدنيا صناعيا جافا كما صورته الأفلام اللاحقة والتي توجهت به إلى جمهور أكثر نضجا وتقبلا لأعمال أكثر سوداوية وفي نفس الوقت ليس صورة طفولية لبطل من أبطال الكارتون حيث كل العناصر تحمل قدرا من الطرافة والكاريكاتيرية حتى الأشرار والمجرمين.
The God Father
رائعة \”ماريو بوتزو\” الأدبية التي تحولت إلى رائعة \”فرانسيس فورد كوبولا\” السينمائية \”الأب الروحي\”، وهو بلا منازع عند الغالبية من المتابعين أعظم فيلم سينمائي على الإطلاق, لذا وبالطبع استحق أن يكون له أيقونته البصرية الخاصة، وهذا اللوجو يقول الكثير حتى بدون أن تكون قد شاهدت الفيلم من الأساس، فكلمات الاسم تتدلى من يد تلعب بخيوط الماريونيت التي تتصل بها رمزا للتحكم والقوة اللذين كانا الهاجس الأساسي لشخصيات الفيلم الرئيسية واللذين أديا للسعي المحموم إلى الصورة الملحمية التي خرجت بها هذه القصة.
Star wars
هذا هو العشق السري.. لا يمكنك أن تعترف أمام الكثير من الناس هذه الأيام – بالذات بعد الوصول لسن معينة – أنك من عشاق سلسلة أفلام حرب النجوم بكل ما يتعلق بها, خوفا بالطبع من مواجهة طيف واسع من الاتهامات لا تبدأ عند التفاهة ولا تنتهي عند عدم النضج، لكن رغم هذا فإنك تشترك مع عدد هائل من الناس الذين لا يمكنهم التوقف عن حب هذه المجموعة من القصص الخيالية الفانتازية التي تذهب بك إلى عالم آخر في مجرة أخرى وفي زمن بعيد مضي كما ذكرت الجملة الأولى في تترات الفيلم الأول، حيث فرسان الجيداي وجنود الإمبراطورية المستنسخين ذوي الأقنعة الضخمة البراقة، والموسيقى الفخمة التي يبدأ بها كل جزء من المجموعة بعد أن يظهر اللوجو الأساسي حاملا اسم من أهم علامات السينما في الخمسين سنة الماضية.. اطمئن.. أنت لست وحدك.
Ghost busters
هوس الثمانينيات الذي وضع نفسه في كل مكان وعلى كل مساحة خالية, وحتى عندما كانت الغالبية من الناس ربما لا تعرف إلى ما يرمز هذا الشبح الأبيض الذي يخرج يديه بعلامة النصر من علامة المنع الحمراء كالمساجين السياسيين، فإنهم كانوا يستخدمونه على سياراتهم ومحالهم لينضم إلى الكثير من الرموز والأيقونات التي تثير إعجاب الناس بدون أن يدركوا ماذا تعني كصورة جيفارا وعلامة البلاي بوي ورمز السلام، وبالرغم من انفصال الرمز عن ما يرمز إليه لدى الكثيرين، إلا أنه بقى لدى الكثيرين أيضا تذكرة بفيلمين كانا من أكثر الأعمال الكوميدية الخيالية المسلية التي رأيناها في تلك الفترة، والتي بقى لها رونقها حتى هذه اللحظة.
James bond
قالوا إن الصفرين يرمزان إلى رخصة مفتوحة بالقتل حينما تقتضي الضرورة وحسب التقدير الشخصي, وقالوا إن الرقم سبعة هو الرقم الكودي للعميل البريطاني.. إذن لابد للصفرين والسبعة من مسدس يلحق بهما ليكمل الصورة التي ستنطبع بعد ذلك في أذهان العالم أجمع على مدى خمسين عاما بداية من 1962 وحتى اليوم.. \”جيمس بوند\” نفسه كاسم أصبح أيقونة بغض النظر عن اتفاقك أو اختلافك مع ما يرمز إليه أو ما لأفلامه من قيمة فنية، لكن الواقع يقول إن 007 أصبح جزءا من التراث الثقافي العالمي وليس السينمائي فقط.
Jurassic Park
يلعب هذا اللوجو الذكي على أكثر من وتر, فهو يصور النجم الرئيسي لسلسلة أفلام المخرج \”سبيلبرج\” الشهيرة, وهو التيرانوصوراس ركس أكبر الديناصورات اللاحمة وأكثرها شراسة وشهرة, لكنه لا يصوره بشكله الذي يظهر به في الأفلام وهو حي يتحرك ويزأر, بل يأخذ من الصورة التقليدية للكائن المنقرض منذ أكثر من 65 مليون سنة ليطبع في الأذهان نوعا من الفكرة المسبقة عن ما هم مقبلين عليه في داخل الفيلم، حيث تأخذهم الصدمة والمفاجأة المتوقعة والمنتظرة مع ذلك مع الظهور المدوي لوحش سبيلبرج عل الشاشة.
Star Trek
في الولايات المتحدة – وبشكل أقل – في الغرب عموما.. يتحول هذا الرمز من مجرد علامة لسلسلة من أطول سلاسل أفلام الخيال العلمي باثني عشر فيلما ومئات الحلقات التليفزيونية الحية والرسوم المتحركة، ليصبح رمزا لما يشبه الديانة العصرية, وما منع ستار تريك من أن تتحول بالفعل إلى ديانة مثل السيانتولوجي التي بنيت على كتابات مؤلف خيال علمي أيضا هو أمر يستعصي على الفهم، فالظروف والبيئة التي نشأت فيها الساينتولوجي ثقافيا ومجتمعيا تتشابه كثيرا, وبغض النظر عن ذلك، فإن هذا الـ \”بادج\” كما يسمونه يبث الدفء بالفعل في قلوب كل محبي هذه السلسلة الذين يسمون أنفسهم \”تريكيز\” نسبة اليها.