حازم هشام يكتب: سناء سيف ويوجين ديبس

(بما أن منظومة العدالة فقدت سيادتها على قرارتها والحياد والتزامها بتطبيق العدالة، والسلطة التنفيذية هي اللي بتدير الدولة، وأنا حصل معايا تجربة شخصية تثبت ده وصدر ضدي حكم نهائي ظالم واتحبست سنة و3 شهور وفي الآخر خرجت بقرار عفو من السلطة التنفيذية، بالتالي أنا شايفة إن التحقيق ده صوري وبارفض التعامل معاه)

ده الكلام اللي سناء سيف قالته وبسببه اتحكم عليها بـ ٦ شهور.
وكان أنسب رد من منى سيف:

(مش هنقول الحرية لسناء، هنقول الحرية للعدالة من محاكمكم ونياباتكم وسجونكم، بؤر الظلم وإهدار القوانين)

لقد عانى التاريخ الإنسانى على مر العصور وخاصة آخر مائة عام من غياب العدالة داخل محاريب العدالة، وأصبح مجرد اقتران العدالة بالمحكمة مجرد نكتة أو رسم كاريكاتيرى.

ما قالته سناء سيف لوكيل النيابة فى شهر مايو عام 2016 يشبة تماما ما قاله المناضل الأمريكى الكبير يوجين ديبس عام 1916 تقريبا، والذى كان معارضا بشده للحرب ولقانون يسمى قانون الجاسوسية والمرشح الأمريكي السابق!
لا تستغرب الاسم، لأنه ليس له أي علاقه بالجاسوسية، هو مجرد قانون أمريكى ظهر أيام الحرب العالمية الأولى بعدما ورطت أمريكا نفسها فى الحرب، وظهرت الأصوات المعارضه للحرب، فكان من الضرورى طبخ هذا القانون الذى يجرم أي فعل ضد الحرب، سواء مقالات أو منشورات حتى.. إنه كان يمنع المقالات التشاؤمية!

حيث كان بموجب هذا القانون يتم تفتيش البريد لأول مرة، حيث إنه كان من المقدسات، وتم غلق المسارح ودور عرض الأفلام المتحركة، وشاركت الصحف القومية \”زى عندنا\” فى حث \”المواطنين الشرفاء الأمريكان\” على إبلاغ السلطات المختصه إذا رأوا أي اختراق للقانون، وأن يقطتعوا المقالات المشبوهة ويرسلوها لهم أيضا!
المهم عارض يوجين ديبس هذا القانون، ونزل إلى الشارع وقال فى وسط حشد كبير:

(إنهم يقولون إننا نعيش فى جمهورية حرة عظيمة وإن مؤسساتنا ديموقراطية وإننا نحكم أنفسنا بأنفسنا. ألا يفوق هذا حد السخرية والمزاح؟! لقد اندلعت الحرب عبر التاريخ من أجل الغزو والنهب، وهذه الحرب ليست مختلفة، فدائما ما تعلن الطبقة الحاكمة الحروب، ودائما ما تخوض الطبقة المحكومة المعارك)

ألا يذكرنا نزول الشارع بانفراد وتحدى القانون بالحبسة الأولى لسناء سيف وهى تقف وحيدة تطالب بالإفراج عن أخيها علاء سيف
وأيضا يشبه موقف سناء سيف موقف يوجين ديبس فى رفض اتخاذ موقف الدفاع فى المحاكمة، فقال لهيئة المحلفين:

(أيها الساده إنى أبغض الحرب وسوف أعارضها حتى لو وقفت وحيدا)

وقالت سناء سيف:

(بعد ما جربت أتعامل معاهم مرة كصاحبة حق ومرة كمتهمة، دلوقتي مطلوب مني تاني ألعب دور المتهمة.. ومطلوب من المحامين يستهلكوا طاقتهم في الدفاع عني.. أنا المرة دي مش لاعبة، لأني ببساطة مابقاش عندي طاقة أتعامل مع إجراءاتهم. دي مش فتحة صدر، الحبس مش سهل وأنا عارفة)

ملخص الموضوع، إن سناء ويوجين ديبس اتحاكموا بقوانين مقيدة لحرية التعبير، والاثنين رفضوا موقف الدفاع فى المحاكمة.
أنا لا أنكر أننى حزين جدا وأنا أقارن أحداث حدثت فى بلد ما منذ أكثر من مائة عام بأحداث تحدث فى مصر حاليا فى 2016.. ألا يوجد أي تطور عندنا فى التاريخ الإنسانى؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top