يوم لطيف! النهاردة ركبت مترو – على غير العادة- لأسباب تتعلق بدفع فاتورة النت.. ما علينا يعني.
المهم ركبت في عربيه السيدات كأي مواطنه عاقله تفاديا للمضايقات، وطلعت كتاب وبدأت اقرأ، لحد كده مفيش مشاكل..
جت قعدت جنبي واحدة ست \”الكيوتنس\” هاينط من عينيها، وبدأت تبص لي بصات اشمئزاز! وكل مرة تبص لي فيها، تقول كلام بصوت واطي.. مش عارفة دي تعاويذ ولا إيه!
المهم ماركزتش معاها ونزلت محطة رمسيس لاقيتها نازلة معايا وبتسابق الناس على سلالم المترو زي ما تكون مستعجلة.
وقفت شوية عند فرع \”TE data\”، ادفع الفاتورة، وخرجت.. لقيت ضابط مستنيني، والمزة اللي كانت في المترو واقفة جنبه، وبيقول لي: ممكن تتفضلي معانا لحظة؟
قلت له: خير!
قال لي: مش هاعطلك كتير.
المهم لقيته بيطلب مني يفتش شنطتي.. استغربت.. بس قلت أجاريه لحد النهاية، أما اشوف آخرتها.
لقيته مطلع الكتاب، وبيبص للأخت اللطيفة وبيقولها: هو ده الكتاب؟
بصت له بشموخ وقالت له: أيوة!
طبعا أنا بدأت الضحك بطريقه هستيرية، وكنت قربت ألم الناس اللي في المحطة عليا، وسألته: إيه المشكلة دلوقتي عشان ورايا شغل ومش فاضية؟!
لقيته بيقول لي: \”الأستاذه بتقول عليكي إنك بتقري كتاب بيدعي الناس للإلحاد!\”
الكتاب بالمناسبة كان \”أولاد حارتنا لنجيب محفوظ \”!
ماكنتش بصراحة عارفة ارد من كتر الضحك، ومسكت نفسي بالعافية عشان افهمه إن الرواية دي موجودة في كل المكتبات، وعند كل الناس اللي فارشة بكتب في الشارع ومعارض الكتب وسور الأزبكية!
لقيت الأخت بترد عليا وبتقول لي: بس الأزهر كفر نجيب محفوظ .
طبعا مارديتش عليها عشان كان ممكن أسب لها!
سألت الضابط: ينفع كاتب كافر زي ما – لامؤاخذة- طنط بتقول، تبقى كتبه مغرقة السوق كده؟! ورواياته تتعمل أفلام ومسلسلات عادي ؟! ولا ناويين تقبضوا على كل الناس؟!
الضابط ضحك، وقال لي: خلاص ممكن تتفضلي.
طبعا الست ماعرفتش ترد، وماكنش عندها حاجه تقولها.. أنا بصيت لها وقلت لها: أنا عندي كتب إلحاد بجد، لو تحبي ابقى أجيب لك.. بس تبقي ترجعيهم..ها!
وبعت لها بوسه على الهوا ومشيت.