بمجرد الحديث عن أي شخص كان في حياتك قبل شريك حياتك الحالي، تقوم خلافات بينك وبين شريك حياتك وتشتد غيرته عليك، وكما يقول المصريون: \”تقوم الدنيا ومتقعدش\”، أجل؛ ولكن لماذا؟ هل لغيرة الشريك؟ أم لعدم ثقته في نفسه؟ أم لماذا؟ كل تلك هذه أسئلة لم أكن أعرف إجابتها، حتى عرفت إجابتها من خلال الأستاذ جون منير أو كما يطلقوا عليه (شيتوس).
جون -مع حفظ الألقاب- هو خطيب الأستاذة ڤيڤيان مجدي، والتي كانت قد اشتهرت بلقب سندريللا ماسبيرو، بعد قصتها مع خطيبها مايكل مسعد، الذي كان قد استشهد في أحداث ماسبيرو، عقب ثورة 25 يناير المجيدة، عندما شاركا في الوقفات التي كان قد نظمها بعض الأقباط لوقف بعض أحداث العنصرية التي كانوا يتعرضون لها.
ڤيڤيان -مع حفظ الألقاب- لديها عادة، وهي أن تشاركنا كل فترة على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات أو تغريدات تحكي لنا فيها عن قصة أو موقف تتذكره، كان قد حدث لها مع الشهيد مايكل مسعد أو كانت قد حضرته مع مايكل قبل إستشهاده، ولأننا شعب من الممكن أن يحترق لو لم يضع كل تركيزه في حاله، وترك الخلق للخالق أجد تعليقات (Comments) من عينة:\”هو جون مابيزعلش لما بتتكلمي عن مايكل؟\”.. \”هو جون مش مالي عينك علشان كده لسه بتفكري في مايكل؟\”.. \”هو نظمي سالت أيده؟\”… إلخ.
من الجائز -والذي أفكر فيه- أن جون لا يحزن أو يغار عندما تحكي خطيبته عن خطيبها السابق، مثلما يحزن من العقليات التي تهاجمه وتهاجم خطيبته بهذا الشكل السئ والهمجي، والذي لا يصح من الأساس! وللصراحة أنا أحب في شخصية جون -رغم أنني لم أتعامل معه مسبقًا- احترامه لمشاعر خطيبته، واحترامه لذكرياتها مع خطيبها الشهيد، وللعلم تلك هي الرجولة التي كانوا يعايرونه بها في التعليقات بأنه \”سالت إيده\”.. الرجولة ليست بالقوة أو فرد العضلات على حبيبتك أو خطيبتك أو شريكة حياتك.. الرجولة هي أن تقدر مشاعرها وتحترمها وتقدرها، وأن لا تستهون بها، فالمرأة دائمًا تعشق الذي يقدر مشاعرها، وتفعل من أجله أكثر مما يمكن أن يتصور هو، على عكس ذلك الشخص الذي يستهون بقلبها ومشاعرها وذكرياتها، مهما كان يحبها -أجلاً أم عاجلًا- ستذهب بعيدًا عنه، وسيجني حصاد زرعه شوكا.. نعم، شوك، لأن المرأة كلما منحتها الحب والاهتمام بأصغر التفاصيل، منحتك جنة من جنات الله على الأرض، وإن لم تفعل، حولت حياتك إلى صورة مصغرة من جهنم.
وللعلم.. ڤيڤيان دائمًا تقول أنها وجدت في جون، الكثير والكثير مما يجعلها تحبه، وفعلًا هي تحبه، وذلك واضح بشدة في تلك الصور التي تجمعهما سويًا، فبدراستي لعلم لغة الجسد، أقدر أن أقسم إن الابتسامة والضحكة التي في عينهما، وملامح وجه كلاهما توحي بأن الاثنين متعلقين ببعضهما البعض جدًا، ويحبان بعضهما جدًا، فلماذا نحن نفسد حياتهما بتعليقاتنا السخيفة، والتي لم ولن تضرهم بشئ؟!
لماذا دائمًا نسعى إلى أن نلقي على الناس كلامًا، لا نستطيع نحن أن نتقبله إذا ما قيل لنا؟! لماذا نسعى دائمًا لتدمير الآخرين بكلمات، كانت قلتها أنفع وأفضل لنا ولهم؟!
هل هناك جائزة تمنح لمن يدمر حياة الآخرين بكلماته؟ هل هناك أية فائدة ستجنيها عندما تدمر حياة الآخرين بكلماتك السيئة والمهينة والمدمرة؟
بالطبع لا، إذن فلتتحدث خيرًا أو لتصمت.
وفي النهاية.. أود أن أقدم تقديري لـ جون منير صاحب الشخصية الرائعة، والتي اتمنى أن تصبح نموذجًا لكل الرجال، ولكل المقبلين على الارتباط، علهم يتعلموا أن الغيرة غير المفهومة، تدمر أي علاقة، وأنه بالحب وبالعطاء وبالبذل، تستطيع أن تمتلك قلب حبيبتك بسهولة.
ادعو الله أن يوفق جون وڤيڤيان خطيبته في حياتهما القادمة بإذن الله.