النهار يسقط من النافذة.. قصيدة جديدة للشاعر إبراهيم عبد الفتاح

 

مثل سلة فاكهة قديمة لفظها الدود

لفظت حليب الرضاعة

وبدلت ماء الوصايا عند بلوغ الصبا

وفي مراهقتي

لم أعلق قلبي مثل أقراني علي شرفة بنت الجيران

لم أشخص خلف الإمام التقي والورع

وما من مرة حسبت المسافة بين البيت والمسجد

ولا أذكر أن بابا ردني حين لم أدخله بيميني

ولا بعثرتني الرياح

إذا تركت بابي مشرعا

لا يشغلني من الوردة لونها

أو استعارة عطرها

أو ادعاء رقتها

كنت أراقبها لأعرف

من الذي يحمل الندي علي ظهره كل فجر إليها

 

لم يخمش النهار نافذتي عن طيب خاطر

ولم تهبه لي ساحرات ماكبث

ولا منحه لي المارد الذي أخرجته من قمقم التواكل

ولا ساومتني امرأة عليه

كنت أرسم شمسا وأحار أين أضعها

وأشفق علي سماء اللوحة من حملها

ثلاثون عاما

أربي شموسا في حظيرة الصبر

أغسلها بندي فجر لم يولد

أطعمها حبات روحي

ثم نلهو بحدائق تتهجي الاخضرار

وعند النوم

أهدهدها بما تيسر من غضبي وأحلامي

أراقب أظافرها وهي تنمو

وألقنها كيف تنبش في جدار الليل

لم أنفق الوقت علي عتبات الظلام

ولم أدع ظلي يذوب في مرايا الرضا

كنت أسرقه لنبدل طقس الصباح

وأحاول أن أمسك النهار

قبل أن يسقط من النافذة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top