صبري فواز يكتب: الذوق العام

 

 

 

يعني إيه الذوق العام؟

– هل هو الذوق الذي يتفق عليه العامة.. يعني ذوق الأغلبية؟

– هل هو الذوق الذي تفرضه توجهات الدولة؟

– هل هو ذوق النخبة المثقفة المطلعة؟

تعال بينا كده نمشي مع كل افتراض من اللي فاتوا دول ونشوف هايوصلنا لإجابة ولا لأ.

الافتراض الأول:

رأينا نجاح أفلام عبده موتة وأغاني المهرجانات وحصولها على إقبال واسع وفي دور العرض السينمائي وفي الحفلات اللايف.. هل ده معناه إن النوع ده من الفنون هو الذوق العام؟

لا.. مش حقيقي.. لأننا لو أخضعنا هذه الأعمال للمقاييس الفنية الأكاديمية، هانطلع فيها القطط الفطسانة، وبالورقة والقلم.. مع كامل الاحترام لصناع هذه الأعمال وجمهورها.

يبقي ذوق الأغلبية أو الأكثرية مش هو الذوق العام.

 

الافتراض التاني:

عندما توجه الدولة فنانيها أو مؤسساتها لإنتاج أعمال فنية لها طابع معين، بغرض توجيه الجماهير لشىء ما، أو تسييد نمط معين، على طريقة (يا أستاذ أحمد ويا مدام يسرا).. مع كامل الاحترام للقول واللي قاله واللي اتقال له، لو افترضنا قبول الفنانين.. هل نضمن قبول المتلقي/الجمهور. هل تضمن أن يتجاوب العامة، ليصبح هناك ما يسمي بالذوق العام؟

يبقي مش ده هو الذوق العام.

 

الافتراض التالت :

فيلم \”باب الوداع\” للمخرج كريم حنفي، والذي مثل مصر تمثيلا مشرفا وحصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة لمدير تصويره زكي عارف.. الفيلم ده فعلا فيلم راقي ويحمل من الإبداع الكثير، وأعجب كل جمهور القاعة الكبرى في الأوبرا، والذي كان يملأ المكان لدرجة ماكانش فيه مكان لقدم حتى في الممرات.

هل هذا الفيلم، إذا تم عرضه عرضا جماهيريا، هو أو فيلم المخرجة هالة لطفي الرائع \”الخروج للنهار\”.. هل سيتم استقبالهما من العامة بنفس الحفاوة؟

يبقي مش هو ده الذوق العام.

طب إيه؟ وبعدين؟!

ولا قبلين.. مفيش في الفن حاجة اسمها الذوق العام.. الفن يحتمل كل الأنواع والاتجاهات، حتى المجنون منها، أو الفج، وكل واحد وذوقه.. وكل فولة ولها كيال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top