شاهدتني أمي وأنا أحتضن وسادتي وأبكي بشدة بعد مشاهدتي أحد الأفلام.. كانت نهايته مؤلمة.. اقتربت مني وأكملت لي من تأليفها جزء ثانيا من هذا الفيلم بنهاية سعيدة، فابتسمت وتمكنت من النوم بسلام.. كنت صغيرة، ولم أكن وقتها أعلم أن قصص الحياة أشد قسوة من الدراما، وأن الفراق حقيقة لا نستطيع منعها، لكن تعلمت أنني استطيع التحكم في نهايتها وجعلها سعيدة قدر استطاعتي.
اجتهد لتصبح إنسانا متفردا من الصعب فراقه، فإذا حدث الفراق لسبب ما رغما عن إرادتك، فيكفي أنك أصبحت إنسانا يصعب نسيانه.
لا تكن ممن يتعجلون قرار الفراق.. اوجد الأعذار وامنح الفرص.. حاسب نفسك أولا على تقصيرك تجاه الشخص أمامك، فقد تكون أنت بأفعالك المتسبب في رغبته بالابتعاد.. نعم أن تفشل في إسعاد من حولك أو تفشل في العثور على مفتاح التعامل الناجح معه، هي مسئوليتك في الأساس.
تقل فرص الفراق عندما نتعامل على أساس أننا بشر نخطئ ونصيب، وأن قلوبنا تعشق دون سبب.. أنت لا ترتبط بهذا لأنه ملاك.. عليك أن تحب أخطاءه قبل حسناته وترضى بها تماما.. لا مجال لتغييره مع الوقت.. حقيقة لا جدال فيها.
عاتب برفق وبدون تجريح.. نستطيع مصارحة الآخرين بكل مواقفهم وتقصيرهم معنا دون إيلامهم.. يهون الفراق مع الوقت، لكن وجعه يدوم مهما طال الزمان.
إذا استشعرت نهايتك مع هذا الشخص، لا تجعل هذا مبررا لرفض مساعدته أو الإساءة إليه.. على العكس ساعده بأكثر ما تستطيع، وكن لطيفا فوق العادة.. اختر للحظة الفراق نهاية مبهرة، قبل أن تصطدم معه بموقف يجعل منها نهاية درامية.. مكالمة هادئة أو مقابلة ودودة، وبعدها تنهي العلاقة بسلام ودون تشهير.
حياتك عمل درامي يجتهد كل منا أن يكتبه بنفسه.. وكما أننا في الدراما قد نتفق أو نختلف مع تتابع الأحداث.. فحياتنا نتجاذب فيها المواقف ما بين مسير ومخير، لكن مهما كانت قوة الدراما.. يقينا يخلد معنا مشهد الختام، فتخير لنفسك النهاية السعيدة قدر المستطاع.