يبدو أن الجو العام الذي نعيشه في بلادنا في الفترة الحالية، قد أثر بشكل سلبي على قلوب البعض، فجعلها أكثر سوادا، وحولها إلى قلوب مريضة، كما حول أصحابها إلى مرضى نفسيين.. اقول قولي هذا بعد كل ما قرأته على السوشيال ميديا بخصوص حذاء شيرين، الذي ضربت به الزر في مسابقة برنامج the Voice، خصوصا مواقع الصحف التي تسابقت على إشعال الموقف، بكتابة عناوين مثل \”شيرين ترفع الحذاء لمتسابق جزائري\”، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على جهل الجريدة والمحرر بما حدث.
أولا: لأن شيرين لم تكن تعلم بجنسية المتسابق.
ثانيا: شيرين رفعت الحذاء لتضرب به الزر، ولم ترفعه للمتسابق، لكن بالطبع كعادة بعض مواقع الصحف، لتحقيق مزيد من القراءات تتبع الجريدة أسلوب الشعللة بغض النظر عن كون الخبر كاذبا وعاريا من الصحة.
اعلم تماماً أن شيرين تتصرف بطبيعتها ولم ترتكب هذا الفعل عن عمد، خصوصا أن برنامج \”ذا فويس\” الغربي وبالتحديد الإنجليزي، يفعلون فيه أكثر من ذلك، فـ. Jessie J دوما تضرب الزر بقدمها، وكل ما تناوله المتابعون، على شبكات التواصل كتعليق، مجرد هزار وتريقة وضحك، لأن الله لم يبتلهم بمتابعين كارهين لأنفسهم وصحف فارغة تافهة، لا يهمها إلا إشعال المواقف لتحقيق أعلى نسبة قراءات، وبالتالي المتابع الغلبان منساق وراء ما تنشره المواقع.
الفنانون يعتبرون تلك الحركات، نوع من الإنبهار بالصوت، وليس تقليلا من شأن المتسابق، بدليل أن شيرين كانت بالفعل تحارب مع زملائها لتنال هذا المتسابق في فريقها.
أما بالنسبة لمن طالب بتنحي شيرين عن البرنامج لأنها ليست واجهة مشرفة لمصر، فاتمني أن لا يتم اختصار واجهة مصر في شخص واحد، رغم أنني اعتبرها واجهة مشرفة لها، يكفي أنها بدأت من الصفر ووصلت إلى القمة بمجهودها، وأصبحت أفضل مطربة عربية لدى كثيرين، ولمن يقول إنها لا يصح أن تفعل ذلك لأنها قدوة لأولادنا، أتمنى منه أن يكون هو قدوة لأولاده أولا ويتوقف عن التحرش والمعاكسة والكذب والنفاق،و،و،و،و إلخ، ثم يحاسب الآخرين ويطالبهم بالمثالية.
لم أعف شيرين هنا من الخطأ، لأنه لابد أن تضع في حسبانها عقلية المشاهد العربي، وأن هناك من يتابع فقط للنيل منها ومن غيرها، لكن ليس معنى ذلك أن نذبحها، خصوصا بعدما قدمت اعتذارها عن الفعل.