دوما أرى في الرجل الشرقي أنانية مفرطة وسيطرة وحب تملك، وهذا ما أوضحته تماما مريم نعوم في مسلسلها الرمضاني \”تحت السيطرة\”، اختتمت الحلقة الثالثة والعشرين بنظرة من حاتم للرجل الذي تحاول مريم \”نيللي كريم\” بداية حياتها معه من جديد.
ومنذ تلك النظرة، أدركت أنه سيدبر شيئا ما للخلاص من هذا الرجل أو التسبب في إيذاء مريم، وقد حدث بالفعل، عندما أخذ ابنتها عنوة وعلى غير إرادتها، وقرر الاحتفاظ بحضانتها، ليقول لها إنني استطيع إيلامك إذا فكرت من الاقتراب من رجل غيري.. أنت لي وحدي، وهذا هو الرجل، أناني، متملك، متسلط، إذا امتلك قلب امرأه يوماا، يعتقد أن بإمكانه امتلاكه للأبد، وليس من حقها الفكاك منه.
إنه الرجل الشرقي، عندما تبدأ المرأه في تقبل انفصالها عنه حبيبا كان أو زوجا، وتتجه مشاعرها نحو رجل آخر، يبدأ هو في الظهور، في محاولة للاقتراب من جديد.. هذا ما حدث مع حاتم، عندما اقترب رجل آخر من مريم، بدأ حب التملك والغيرة والأنانيه،الموجودون في كل رجل بتحريكه ناحيتها من جديد.
على العكس من المرأة سواء كانت سلمى، أو مريم، فمازال قلبهما متعلقا بمن أحبتا ووضح ذلك عندما رفضت سلمي العريس بعد ثاني مقابله لهما لأنها تحب طارق \”أحمد وفيق\”، كذلك تضحية \”مريم\”، التي ورغم خوفها الشديد على ابنتها، إلا أنها لم ترفض أن تذهب في رحلة مع أبيها، وهمست إلى نفسها بجملة حملت كل معاني الإيثار: \”أنا لو رفضت سفر فريدة مع حاتم، أبقى أنانية قوي، وبارفض دخول إحساس أبوها في حياتها\”.
على الجانب الآخر، تجلت أنانية حاتم، عندما واجه مريم بأنه سيأخذ منها ابنتها لظهور رجل آخر في حياتها، رغم أنه هو نفسه ذهب لأخرى وتزوج منها، وهنا تظهر إزدواجية الرجل الشرقي أيضا، الذي يقبل الشيء لنفسه ويرفضه للمرأة عموماً.
الرجل الآخر هو \”أحمد\” الذي ترك زوجته الأجنبية لعدم استطاعته التوافق مع طباعها الأوربية، والتي تختلف مع طباعه الشرقية على حد قوله، ورغم ذلك، يريد أن يطبق هذا الفكر الأوروبي على مريم، التي بمجرد معرفته أنها كانت مدمنة وتعافت، تحولت نظرته إليها من امرأه كان يريد أن يتزوجها، إلى الاكتفاء بأن تكون العلاقه بينهما، جسديه فقط. إنها الإزدواجيه مرة أخرى، وفي كامل صورها، وإنه الرجل الشرقي، الذي عندما تغلبه شهوته وتحركه أعضاؤه التناسلية.. لا يريد من المرأه إلا الوصول إلى جسدها.
ينسى كل شيء، حتى مبادئه ومعتقداته في سبيل الحصول على ما يصبو إليه، حتى دون مراعاة لمشاعر الطرف الآخر.. تظهر دناءته التي كان يخفيها تحت عباءة الوقار والعادات والتقاليد.
تكتب مريم نعوم المرأة هنا، وكأنها تعيش داخل كل امرأه من شخصيات المسلسل.. كأنها عاشت حالة كل منهن.. تعيش حبها وتضحيتها وصدق مشاعرها وإيثارها، حتى شخصية إنجي التي لا تفيق من التعاطي، تجلت فيها مشاعر الوفاء، جعلتها تبكي زوجها عندما تم القبض عليه، رغم عجزه الجنسي، والمدمن الذي لا عمل له في هذه الحياه إلا التعاطي، ويؤدي دوره لؤي عمران بكل حرفية، كذلك رانيا شاهين في دور إنجي.
بدأت الحلقه الرابعة والعشرين، برفض سلمى الدخول في علاقة جديدة لانها مازالت تحب طارق، في حين انتهت على رفض هشام مساندة سلمى لمريم في أزمتها، رغم أنه يعلم مدى قرابتهما وقربهما من بعضهن، وهذا نوع من أنواع السيطرة التي يفرضها الرجل الذي يقترن بامرأة، يريد أن يحركها كدمية، كيفما يشاء بدعوى الخوف عليها أو الحب.. مشهد البداية والنهاية أوضح بكل بساطة الفارق بين مشاعر الرجل والمرأة.
علاقات ثنائية كتبتها لنا مريم نعوم ورسمها لنا على الشاشة المخرج، تامر محسن، فضحت الرجال ومدى قسوتهم وأنانيتهم وحبهم الشديد للتملك والسيطرة، كشفت لنا عن قصور فكر الرجل في مجتمعاتنا الشرقية،
ووضحت لنا أن المرأة عندما تحب، من الصعب عليها أن تلجأ إلى رجل آخر، عكس الرجل الذي يتسع قلبه للجميع.