أميرة حسن الدسوقي تكتب: الريلايشن شيب استيتوس لشباب مصر: نط واجري

في فيلم \”سهر الليالي\” تنبأت الممثلة انتصار بمستقبل جيل بأكمله، عندما قالت لخالد أبو النجا \”علي ابن الناس الكويسين\” عندما تركها ورحل مسرعا، بعد أن مارس معها الجنس: \”في حد ينط ويجري كده؟!\”، لم تكن تعلم انتصار، والتي كانت تقوم بدور فتاة ليل في الفيلم، أن النط والجري سيصبحان أسلوب حياة لدى البشر.

الجنس – من وجهة نظري- حدث جلل، شيء له قيمة مقدسة، أن تختبر الشخص مرارا وتكرارا قبل أن تآمنه أن يدخل بيتك، وهذا من حقك.. دخول البيت درجة من الحميمة، يجب مراعاة قدسيتها، فما بالك بالحميمية التي تتطلبها ممارسة الجنس مع شخص ما.

كيف اصبح من السهل ألا نأتمن شخصا على مالنا في البنك مثلا، لكننا على استعداد أن نمارس الجنس مع نفس الشخص، ولا نراه مرة أخرى أو نحدثه لمدة طويلة، وكأنك \”ضربت\” معه طبق كشري؟!

في علم الطاقة، أكد العلماء، أنه عندما يمارس أحدهم الجنس مع شخص ما، تنتقل إلى جسده طاقة الشخص الذي مارس معه الجنس مؤخرا، هل ترى حجم \”الحوسة\”؟ هل تتنبأ بكم التشتت الذي ستشعر به بعد One night stand يحدث لشخص يفعل هذا بشكل متكرر.. هل ترى كم عدم التوازن في طاقة جسدك، الذي سينتج عن هذا؟

أنا – للأسف- 90 % من أصدقائي رجال، وللأسف أيضا يتعامل معظهم معي على أنني \”واحد صاحبهم\”، فيفحموني بحكاياتهم العاطفية ومغامراتهم الجنسية، وبطبيعة الحال فأنا اسمع أيضا من صديقات بنات.

الفرق الأكيد إذا انتقيت نسبة عشوائية من كل جهة، وقمت بقياس توجهاتهم وتوقعاتهم قبل ممارسة الجنس.. نرى أن الفتاة بداخلها – حتى وإن أنكرت ذلك أمام الرجل- تتمنى أن يكون هذا الشخص آخر شخص تفعل معه هذا.. تلك الرغبة الدفينة النابعة من فطرة الاستقرار والبيتوتية لدى المرأة، واكرر، حتى وإن أنكرت ذلك، حتى وإن خبأت خيبة أملها عندما تكتشف أن الطرف الآخر \”الرجل\” كل ما يفكر فيه في تلك اللحظة بالذات هو \”نط واجري.. اجري كأن الجحيم يطاردك\”.

ثقافة النط والجري التي بدأت تستفحل لدى شباب مصر – ليس كلهم طبعا، فلكل قاعدة استثناء كقشة في كوم إبر.. تخيل حجم الشكشكة\”.. تلك الحالة لم استطع أن استنتج سببها، خصوصا وأن معظمهم مشتتون نفسيا، وفي أمس الحاجة إلى ذلك الاستقرار الذي تريده الفتاة إذا فقط عرض عليها، ولم افهم تلك الرغبة الملحة في نقر أكثر الاحتماليات دون تفويت فرصة واحدة لممارسة الجنس.

منذ عشرة سنوات تقريبا، أخبرني أحد الأصدقاء المقربين إلى قلبي أن \”بوسة من واحد بتحبه.. أبرك من كل حاجة مع حد مابتحبوش\”.. لم افهم هذا في وقتها، لكن مع الوقت أدركته.

الكثير من الناس لا يفكر عما يُسحب من جسدهم وطاقتهم إذا مارسوا الجنس مع شخص ليس بينه وبينهم تناغم أو توافق نفسي وفكري، وهذا ليس أمر تشعر به في وقتها، ربما تخرج من التجربة مستمتعا جسديا جدا، لكن الخلل سيظهر عليك في أشياء أخرى، مثلا سيظهر في حالات اكتئاب مفاجئة لا تفهم سببها.

لا ارى الشاب جانيا والفتاة ضحية، وتلك الأجواء الرخيصة، لكن ارى كلا الطرفين ضحية.. ارى جيلا بأكمله اصبح بداخله رهبة غريبة من الحب.. اصبحت كلمة البحث عن نصفي الثاني مثار سخرية.. لم يعد هناك بالا أو خلقا للصبر في بناء علاقة بأبعادها السليمة المفهومة، فتنمو العلاقة ببطء وتنمو روحنا معها، لتصبح العلاقة مضخة تمدنا بالحياة.. لا ثقبا أسود يسحب كل أحلامنا عن الحب والأمان.

نظرية النط والجري أصبحت سخيفة.. الرجل النبيل لا يفعل ذلك.

اسخروا مني كما تشاءون، لكن نعم.. الرجل النبيل لا يفعل ذلك، وأنا ارى كلمتي \”رجل ونبيل\”، هما كلمتان يجب أن تلتصقان ببعضهما البعض إلى الابد، فالرجل غير النبيل \”بيبقى بصراحة شكله زفت جدا ومقزز في نظري\”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top