قامت الدنيا ولم تقعد على ما ذكرته الفنانة انتصار في برنامجها \”نفسنة\” على قناة \”القاهرة والناس\”، وفوجئنا بإعلاميين نراهم بأعيننا في البارات وبصحبة الساقطات في الملاهي الليلية، يسنون السكين لذبح المسكينة التي تحدثت بصراحة في مجتمع يعيش بوجهين، وجه للشارع وآخر للمنزل.
ورغم أن كثيرين من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي خرجوا \”للزياطين\” الأخلاقيين بنسب وإحصاءات توضح أننا من أعلى الشعوب بحثا عن المواقع الجنسية عبر محرك البحث جوجل، ومن أعلى الشعوب أيضا مشاهدة لتلك الأفلام، إلا أن حملة القوادين المتنكرين في مسوح الرهبان، استمرت ووصل الأمر لتقديم بلاغ إلى النائب العام يوجه لانتصار اتهاما بالتحريض على الفسوق، وكأن الشعب المصري البرئ الطيب يحتاج إلى مرشد نحو طريق الفسوق!
عزيزي القواد المتنكر في زي الشيخ، تعالى بسبحك الملونة أخبرك؛ أنك داعر حتى وإن كنت لا تشاهد الأفلام الجنسية، فسعادتك تبيع الدين في المساجد وعلى شاشات التلفزيون وفي محطات الإذاعة وعلى صفحات الجرائد، مقابل النقود، وتقاول في المبلغ المدفوع وتشارع وتفاصل، يعني أنت يا صديقي الشيخ الأخلاقي المتدين، تبيع كلام الله وتتقاضى عنه الأجر، لترفل في الحرير وتمتلك الأراضي والبيوت والسيارات وتعدد في النساء دون وجه حق، وفي النهاية من يستمع إليك لا يستطيع أن يبلغ الباءة أبداً، فتأت انت يا من تصوم إلى المغرب وتفطر على أطايب الطعام في أفخم المطاعم، لتطالبه بأن يصوم الدهر كله، وإن شاهد فيلما جنسيا فهو لا أخلاقي وسيفسد في الأرض ويحول مصر \”أرض الجنة والنعيم\” إلى خراب بفسقه وفجوره.
تعالى أخبرك عزيزي الإعلامي، الذي تخرج علينا من وقت للآخر لتنتقد راقصة هنا ومطربة هناك وتقدم لنا النصائح الأخلاقية وتُعين نفسك قَيّما على أمور أخلاقنا، بأنك مشهور بإنك \” نسونجي\” وكمان \”بريالة\” على الساقطات، فلماذا تفتح على نفسك بوابة جهنم وتدعي علينا الأخلاق، وبفرض أنك لا تشاهد أفلاما جنسية، فهذا لأنك ببساطة تلعب فيها أدوارا رئيسية باعتبارك \”عاهر\” تدفع فيك النساء العربيات نقودا ويقاولن عليك، لتأت في النهاية وتفتح عقيرتك المزعجة علينا، وتسد آذاننا بوصلة \”وصاية أخلاقية\”، باعتبارك \”مغسل وضامن جنة\”.
أما الشعب المتدين بطبعه الذي وصف الفنانة انتصار بالمنفلتة، هو نفسه الشعب الشاذ الذي صفق وأشاد بإحدى الشخصيات على موقع الفيس بوك، والذي يصف علاقته بأخته وهما يمارسان الشعائر الدينية وكأنهما يمارسان الجنس، فيسبح على كفي أخته ويحملها إلى غرفة نومها ويصف بحسية شديدة كيف يحتضن أخته ويقبلها، فإذا ما قرأ إنسان طبيعي هذا الكلام اقشعر بدنه، حيث يتجسد أمامه زنا محارم بالمعنى الحرفي للكلمة، بينما دخل ما لا يقل عن 90 ألف مواطن ليعلقوا على بوست \”زنا المحارم الشرعي\” هذا ليقولوا: \”الله.. ربنا يبارك لكم\” ومثل هذه التعليقات السعيدة والتشجيعية. عزيزتي انتصار: لا تخافي ولا تنزعجي، فنحن معك ولن نتركك تُذبحين على يد مدعي الدين والأخلاق، الذين هم في الحقيقة فسقة فجرة وسبب رئيسي في انهيار شعوبنا وضياعها، حيث يلعبون دور الدراويش أمام أعيننا، وفي الحقيقة هم زعماء القوادة والعهر في مصر.
عزيزتي انتصار: لا تهني ولا تحزني، ويكفيكِ فخرا أنك امرأة قوية ظاهرك كباطنك ولا تخافي أن تعبري عن رأيك بصراحة، في خضم سيل من البشر الذين يعيشون بوجهين، واحد حقيقي في الخفاء، وآخر مزيف في العلن.
عزيزتي انتصار: نحن معك نشاهد أيضا الأفلام الجنسية ونسعد بالقبلات على شاشة السينما ونفسنا نضرب هيئة الرقابة على المصنفات الفنية بقنبلة تمحوها من على وجه الأرض، لنعبر بحرية في السياسة والدين والجنس، بعيدا عن تحالف \”الرأسماليون ورجال الدين والساسة\” الذي يعيش ويترعرع على إفقارنا وكبتنا وقطع ألسنتنا، وتحويلنا إلى قطيع في خدمتهم.
عزيزتي انتصار: لا تحزني فالشعب المصري ( كهين وبيستهبل) بيقول مابيتفرجش على أفلام جنسية، وهي مالية الدنيا عنده جوه.
وفي النهاية: نحن نتضامن مع انتصار.. يا أيها القوادون الأخلاقيون.