ولسبب ما، بات الثلاثاء مبغوضًا عند الأغلبية، التي تُكيل له كل أنواع الذم واللعنة، لك أن تتخيل أن كراهية الثلاثاء تحولت إلى موضة كـ سماع أغاني منير ومشاهدة حفلات «الست» على روتانا كلاسيك، ومثل تشجيع البعض للفريق عند حصده للبطولات.
أصبح الثلاثاء بمثابة اليوم العالمي للتأفف والضجر.
وفي صباح كل ثلاثاء أجد صفحات الأصدقاء على «الفيس بوك» لا حديث لها إلا عن هذا اليوم السيء للغاية، ودائمًا ما أجده «تريند» على تويتر!
وتنطلق التغريدات تحت هاشتاج «صباح التلات.. النهاردة التلات»، بما يعني صباح النحس والنكد واليوم الكئيب؛ فازدحام الطريق وصداع الرأس وسوء الحظ وتكدير العمل، في نظرهم سببه الثلاثاء!
أحيانًا تأخذني نظرية المؤامرة التي انجرفنا نحوها جميعًا خلال السنوات الخمس الأخيرة، واتساءل: من له مصلحة في تشويه صورة يوم الثلاثاء بهذا الشكل؟ هل السبت أم الخميس؟ وهل هناك أجندات خارجية تقف وراء تلك الحملة السوداء؟
لا أستطيع أن أفهم لماذا كل هذا العداء تجاه هذا اليوم دون غيره، فما يحدث مع الثلاثاء يا عزيزي غريب جدًا.
كان من الممكن أن أتفهمه لو تعلق الموضوع مثلا بكراهية الأحد، بداية الأسبوع؛ على اعتبار أن البدايات دائمًا مُخيفة ومُرهقة.
وكنت سأتفهمه لو كانت تلك الكراهية عامة وشاملة لكل الأيام، التي تشبه بعضها البعض -مملة ومكررة- أسبوع تلو الآخر يمر لا جديد فيه، أيام متعاقبة نعيشها، لا حلم فيها يتحقق ولا وطن يتقدم ولا حتى تنذر بأمل في المستقبل.
تخيل معي يا عزيزي، لو كان للثلاثاء أذن تسمع ما يُقال عليه، أو أن له حسابا على «السوشيال ميديا» يطلع من خلاله على «تويتاتكم» وتعليقاتكم العنصرية والسخيفة في حقه، تخيلت؟ كيف تتوقع أن يكون شعوره وقتها؟ بالتأكيد سيتألم!
أليس خير الأمور أوسطها؟ والثلاثاء يتوسط الأسبوع إذًا لما تبغضونه بهذا الشكل اللعين؟ عن نفسي لا أشاركم تلك الكراهية، لأننى لا أحب المغالاة والمبالغة في التعبير عن المشاعر تجاه الأشخاص والأشياء.
ولا أشاركم تلك الكراهية، لأننى أراه مسالمًا لا ناقة له ولا جمل في عثرات الحياة التى تقابلكم. فرجاءًا كونوا رحماء بالثلاثاء الذي أحبه!