في تلك السطور القليلة نصيغ لك أسرع وسائل الفشل، لعلك ترغب يوما ما في أن تتبع طرق الفشل المجربة مضمونة النتائج.
أهم تلك الطرق وأكثرها فاعلية كي تصبح فاشلا، هو أن تقتنع من صميم وجدانك أنك لم ولن تفشل أبدا؛ حيث إن لديك من عظيم الحكمة ومخزون الفطنة ما يمنعك من الفشل، فاعلم أنك إن فكرت كالعظماء.. أصبحت واحدا منهم، فكر أنك طبيب لكل مرض، أو فكر أنك فيلسوف بالغ الحكمة، بل فلتفكر أنك طبيب الفلاسفة، وأنك تستطيع أن تحل أي مشكلة قبل أن يرتد إليك طرفك.
عليك أن تستمر غير عابءٍ بأقوال هؤلاء الفاسدون الذين نجحوا في حياتهم، أو أولئك الحاقدون أصحاب المراتب العلمية المعترف بهم من جهات أجنبية، الذين يحاضرون في الجامعات والمؤتمرات العالمية ويتشدقون بكلمات غير مفهومة من أمثلة \”حقوق\” و\”حرية\” و\”إنسانية\” و\”توافق مجتمعي\”، إلى غيرها من الكلمات التي لا حاجة لنا بها في بلدنا المستقر الهاديء الحبوب الجميل، كأنهم يعيشون في كوكب آخر.
أيضا يجب ألا تستسلم أبدا أو تتراجع مطلقا عن محاربة المؤامرة الكونية والهجمة الماسونية التي ترغب في أن تعكر صفو بلدنا الهاديء الجميل، هذا البلد المؤمن.. المؤمن جدا.. فقد حبانا الإله بتلك الأرض الطاهرة، ولن نسمح لدعاة الماسونية أن ينالوا منها، حتى وإن لم نكن نعرف أساسا معنى كلمة \”ماسونية\”، إلا أنها كلمة تشعرك بروح الشر ودعاوى الكفر، مثلها مثل كلمة \”ديموقراطية\”، أترضاها لأمك.. أترضاها لأختك؟! تبا لكل من يتشدق بها وياله من شنقيط.
كذلك اجعل لك مكانا تختلي فيه بنفسك كي تتنزل عليك التجليات، أو تخرج منك، مكانا عطرا فواحا، مكانا إن دخلته وأنت متعب؛ خرجت منه مرتاحا، مكانا تسمع فيه صوت تجلياتك الداخلية، فإن حدث وسمعت صوت تجلياتك الداخلية تلك؛ فلتحولها إلى قرار تنشره على مسامع تابعيك، حتى تعلم من منهم معك وقادر على أن يُقنع غيره بتجلياتك، وإن كان هو ذاته غير مقتنع بها، ومن هو عدوك اللدود الذي لا يرضى لهذا البلد أن يستقر، فلا استقرار إلا بك؛ فإن لم يكن.. فإنهم يستحقون الفوضى.
اجمع حولك كل الخبراء الذين دوما يطيعون أمرك ويفهمون عظيم أفكارك وبليغ تمتماتك، ويعلمون أنك لا تنطق إلا بالحق والحكمة المطلقة، هؤلاء الذين لديهم خبرة كبيرة في فهم استراتيجيات المؤامرة الكونية والمخططات الكبرى التي تحاك لنا.. أولئك الذين يعلمون أن شعبنا الجميل المتسامح يرغب في مزيد من القوة المفرطة في التعامل مع كل من تسول له نفسه نشر الأفكار الهدامة مثل \”تداول السلطة\”.
عن أي تداول للسلطة يتحدثون؟! أولئك المخربون المغيبون، فلقد وصلت للسلطة بشكل ديموقراطي كما يدعون، هكذا كان الصعود، وكفى.. أما ترك السلطة فهذا أمر آخر، فشعبنا لن يقبل هذا، فهو شعب طاهر، وسيظل أبد الدهر طاهرا.