عزيزي الرئيس.. إن كنت رئيسا للجيش والشرطة والقضاء فقط، فعلينا أن ننبهم أنك رئيس لمصر، فبكائك على شهداء الشرطة على الرغم من ابتذاله، يبدو عجيبا للغاية أمام صمتك العجيب أمام قتلى التعذيب في الأقسام، وغضبك تجاه قانون الخدمة المدنية المرفوض من مجلس الشعب الهيكلي الذي صنعته مخابراتك، لا يتفق مع حرصك على زيادة دخل أبنائك في المؤسسات الثلاث الجيش والشرطة والقضاء، يبدو أنك لم تدرك بعد في أي مقعد جلست.
………………..
الآن.. مصر لديها رئيس غاضب لا يرضيه الإعلام حتى ولو تحول إلى مجموعة من الطبالين، نغمة طبلة نشاز تزعجه، لا يرضيه مجلس الشعب الذي دخل موسوعة جينيس بعد الموافقة على أكثر من ٣٠٠ قانون في عدة أيام، لأنه رفض قانونا واحدا.. يغضب من الشعب، لأن الشعب ليس راضيا عن الغلاء والفوضى، وتغول الداخلية وانتقامها.
رئيسنا الغاضب يشبه كثيرا الملك الهكسوسي الذي كان يقطن في أواريس – محافظة الشرقية حاليا- ويزعجه صوت أفراس النهر في طيبة (الأقصر حاليا).
………………..
النظام مذعور من ذكرى الثورة، ثورة مهزومة لم تحقق نجاحا يذكر، خلعت “حرامي غسيل” حسب الأحكام القضائية، النظام يخاف من يوم يعلم القاصي والداني أن الثوار لن يشاركوا فيه، الأمن يفضل الشحن، الأمن ذاته الذي يقنع الرئيس المحبوب أنه يتعرض لمحاولة اغتيال كل أسبوع فينقله لفندق الماسة، الأمن الذي وصل الحال به لمعارك جانبية ليست بين الأجهزة، بل بين الأفراد داخل الجهاز الواحد، يتلاعب برئيس لا يثق سوى في لواء ورائدين وعقيد متقاعد.
في الحقيقة لم نصل بعد لمستوى جمهوريات الموز.
………………..
مرت ذكرى يناير وستمر بعدها عشرات المرات، وستبقى تلك المرارة في حلوقكم، وستبقى الشرطة حاملة عارها وعودتها لمنازلها بالملابس الداخلية ذكرى لا تمحى، فالشعب الذي لم ينس بطولات الشرطة أمام المحتل الإنجليزي في الإسماعيلية، لن ينسى ما فعله فيها في ٢٨ يناير.
اقمعوا كما شئتم، تغولوا كيفما يتراضى لكم، لكن ثقوا أنكم مهزومون، ربما ليس بنا، لكن بهذا الرعب الذي يسكن أرواحكم.