أول إنسان بدائي رسم جاموسة على حيط الكهف بتاعه.. محدش كان طلب منه ده، ولا على أيامه كان في حد بيشتري لوحات ولا حتى يقايضها.
هو رسم الجاموسة عشان هو حب يطلّع ده.. وبس.
رغبة في التعبير عن اللي شافه.. سِمعه.. حَسّه.. أو فكّر فيه.. رغبة فطرية مولود بيها كل إنسان.. \”التعبير\”.
نفس صاحبنا البدائي ده، كان بيفرح – بلا شك – كل مرة إنسان بدائي غيره يعدّي جنب رسمة الجاموسة ويبَحلق فيها شوية، ويقلّب نظرُه بين الرسمة واللي راسمها، ويبتسم له أو يشاور له بما معناه: \”جاموسة جاحدة.. عليا النّعمة إنت برِنس\” ويمشي.
ليه كان بيفرَح؟
عشان الإنسان يحب التقدير.. من وهو طفل لغاية لما يموت.. يُسعِدُه \”التقدير\”.. نعم هي فِطرة.. يحب يسمع كلمة \”برافو\”.
عشان كده، مفيش نحّات نحَت تمثال ودفنُه قبل ما الناس تشُوفه.. ولا رسّام رسم لوحة وقطّعها، واكتفى بسعادته إنه انتهى من رسمها وخلاص.
وعشان كده، كل الكُتب اللي قرأناها وصلتنا، واللي كتبوها ما حرقوهاش بعد ما كتبوها.
حتى صَدَقة السر.. اللي محدّش غيرك بيعرف عنها.. إنت بتعملها عشان عاوز تقدير.. من ربّنا، وإنه يعتبرَك من الكويسين ويكافئك بالجنّة!
في يومنا ده بقى، طلع علينا ناس ينظّروا ويتفلسفوا ويتّهموا مُحبي الـ (لايك -like) اللي هو يعني الـ \” برافو \” والـ \”الله ينوّر\” بتاعة عصرنا ده بحُب الظهور والنرجسيّة… إلخ.
وتلاقي في المقابل ناس طيبة، مضطرة تدافع عن مصداقيتها بإنكار حُب الـ برافو.. بإنكار حب الـ like!
بإنكار حُب التقدير.. بإنكار فطرته!
أيوة يا سُفهاء.. الواحد بيعبّر على صفحات \”مجلّته الخاصة\”، اللي هو رئيس تحريرها، وكل كُتّابها ومُصوّريها وكل العاملين فيها.. بيعبّر، ومش محتاج سبب أصلا يفسّر بيه حاجته للتعبير.
وأيوة طبعا يا فلاسفة الـ أي حاجة.. الإنسان بيحب الـ like مفيش عيب في الموضوع.. بيحب التقدير، وبيحب إعجاب البشر بما يصدُر عنه من تعبير.. عشان إنسان طبيعي جدا خالص.. يا مُسوخ مُتَصَنّعة عاشقة للتمثيل على نفسها قبل تمثيلها على الناس.
أما بخصوص المقال ده بقى.. تقدر تدوس لايك فوق على الشمال.