حبايبي المُقبلين على الزواج من المصريين والمصريّات جيراني في الحُفرة.. ماذا لو بَلَغك في صبيحَة أحد الأيام إن بابا كان خلبوص زمان وإن ليك أخ أو أخت في نفس عُمرك بس عاش عمره في السويد مثلا ومُستقر هناك كمواطن سويدي بالصلاة على كامل النور.. وتواصلتُم إنت وأخوك.. وشوية skype على شوية viper الكروموزومات لمِّسِت وحبيته حُب حقيقي، وكأنكم عِشرة العُمر كُلّه.
وهنا عاوزك تجاوب سؤالي التالي بصراحة:
– هل كنت بدافع الحُب ده هتقوله: \”يا برنارد يا اخويا أنا عاوزك تصفّي كُل حاجتك هناك وتيجي أخدك في حضني ونعيش باقي عمرنا هنا على تُراب الغالية مصر\”؟!
أكيد أنا مش مستني فعلا إجابتك.
أنت جاوبت بـ \”لأ طبعاً\”.
وأكيد أنت وإنتي مُتّفقين معايا إن اللي ينصح إنسان عايش في مكان أفضل -من كافة النواحي- بالنزوح إلى أرض الكنانة.. هو بلا شك شخص مريض، سادي، أناني، غير سوي إطلاقا ومُخادع وندل، ولو حبينا نحَسّن موقفُه شويّة هنقول عليه عاطفي أحمَق \”ستيوبيد صَن أوف بيتش\”.
ناهيك عن إننا هنعرَف بلا شك إنه مش بيحِب أخوه السويدي برنارد أبدا.. إن لَم يكن بالفعل يكرهه بشدّة وعاوِز ينكّل بيه!
ده بخصوص أخوك برنارد اللي هتجيبه من السويد.
ما بالك بابن أو ابنة هتجيبهُم من العدَم!
ابن أو ابنة المُفترَض إنك بتحبهُم من قبل ما لامؤاخذة تجيبهُم، أكتر من كُل البشَر.. وماترضاش لهم بأي أذى أو شر.
حبايبي المصريين المُقبلين على الزواج في ربوع الحُفرة.. وعارفين أنه لن يكون بإمكانكم أن تهاجروا أو تستقرّوا في أحد بقاع الأرض الأخرى الصالحة لسكن الإنسان.. أرجوكُم تتمتّعوا ببعض الضمير الحَي.. بعض المنطق السليم.. بلاش دول.. تمَتّعوا ببعض \”الدين\”.. أي دين.. كل دين بيقول إنك تحب لأخيك الإنسان الخير اللي تحبُّه لنفسك.. فما بالك بضناك؟! فلذة كبدك؟!
لا تنجب..
بلاش تَحملي..
ما تخلّفـوش..
ما تعملوش الجريمة دي فقط لأن خط الانتاج بتاع مصنع \”سُنّة الحياة\” بيقول (إبتدائي/ إعدادي / ثانوي/ جامعة / شغل / جواز / خِلفَة /ساقية/ موت).. ماتخلفش عشان أبوك وأمّك يُشبِعوا رغبة أنانيّة في الإطمئنان على إن الثور اللي خلّفوه قادر على تعشير الإناث وإنّه \”راجل\”! الرغبة المُغلّفة دايما بسلوفانة \”عاوزين نلعب بعيالك قبل ما نموت\”.
ماتخلّفيش عشان أمّك تقول للكُل بنتي مَكنَة مش معيوبة تحُطلها قطن تجيب قماش!
ولا عشان \”تُربطيه بالعيال\” ولا \”عشان زهقانة ووحيدة وهيملوا عليكي البيت\” ولا \”عشان حماتك وأخوات جوزك يتبَطّوا وينكادوا\”.. ولا عشان أي سبب ولا غرض ليكي، ولا لأي حد بما فيهُم رغبتك إنتي نفسك المشروعة في إنك تكوني أم.
فكّروا فيه هو بس .. فكّروا في هذا المخلوق اللي ناويين تجيبوه مُتعمّدين وتقولوا: \”إرادة ربّنا\” و\”أهو اللي حصل\” و\”رزق ومكتوب\”.
هذا المخلوق اللي مش هيفضل للأبد كلبوظ وخدوده حمرا بتلعبيله فيهُم.. ولا أصلا هييجي أشقر وأبيضاني وعينيه ملوّنة مُغرورقة بالدموع حتى وهو بيضحك زي الصور اللي بتدمنوا نشرها إنتي وصاحباتك من وأنتم مراهقات ولغاية دلوقت!
لا.. دا هيكبَر.. هيكون وهتكون شخوصا حقيقية.. شاب وشابة هيعيشوا نفس كُل حاجة أنت كرهتها لنفسك لما عشتها.
أيوه حضرتك إبنك هيتوتّر زيّك وهو داخل على أي كمين شرطة.. حتى برغم إن كُل ورقه سليم وغير حامل لأي ممنوعات، لأنه مُدرك أن شبيه الرجال، الناقص نصف الإله اللي واقف في اللجنة، عادي جدا إنه ينهي مستقبله كاملا إن لم يكن حياته، باتهام مُزيّف، فقط لأنه \”عاوز يربّيك\” أو \”مش عاجبُه منظرك\” أو لأنك حسسته بنقصُه ولو بنظرة عينيك المُستَحقرَة لكُل ما يُمثّله.
أيوة حضرتك ابنك هيطلع مكبوت جنسيا زيّك، ويعيش لغاية نص عمره لخدمة غرض واحد بس.. وهو إنه يتجوّز ويمارس الجنس!
أيوة.. بنتِك يا عروسة هتمشي في كل شارع مرعوبة ومُتحفّزة الكَف اللي جاي هيفعَص فين المرّة دي.. صدرها ولا وسطها ولا ضهرها كالمُعتاد!
أيوة هتكره نفسها زيك، من كل حاجة شايفها بيها نفس المجتمع الذكوري الوسخ اللي حضرتك بتسِبّي لُه الدين كل يوم سراً وجهراً.
إنت وإنتي أكتر ناس عارفين إن ده حال لا ترضونه لأي إنسان عزيز عليكم وبتحبّوه فعلا.
إعمار الأرض يتحقق بألف ألف طريقة وشكل.
انك تفلَح أو تفلحي في مجالك.. ده إعمار للأرض.
إنك تخلّي عيشة الناس أفضل.. ده إعمار للأرض.
إنك حتى تعيش سعيد تنشر الابتسام وتكُف أذاك عن الناس.. كل ده إعمار للأرض.
إعمار الأرض مش شرط أبدا يبدأ من بين رجليك ورجليكي.