أحمد فؤاد يكتب: "أثرياء المتسولون".. اخطف ابني من فضلك

عمرك سمعت عن واحد غلبان من سُكّان العشوائيات كل يوم يروح يتبرع لسكان قطامية هايتس باتنين جنيه فضّة؟!

أو واحد بيدفع كل يوم فلوس بسيطة لعصابة مجرمين عشان يخطفوا بنته اللي عندها ٦ سنين وبيموت فيها؟!

عزيزي المواطن.. إنت كويس؟

اعمل أي خير في الدنيا وقت ما تحب تتقرّب لربّك، أو تحس بالرضا عن نفسك، لكن أبداً ماتدّيش متسوّل من بتوع الإشارات مش بيبيع أي حاجة.

إن كان إنسانا بالغا، فاعلم أخي المواطن أنه بكل المقاييس أكثر ثراءا منك.. أيوة أغنى منك.. فهو أو هي تُحصّل ما يقرُب من ٣٠ جنيه كل عشر دقائق \”حرفياً\”، وليس مجازاً.

بمعنى أن متوسط ما يحصّله المتسوّل في شوارع القاهرة المُزدحمة في الساعة الواحدة يساوي ١٨٠ جنيه.

حضرتك لو مُرتّبك ٨٠٠٠ جنيه شهري.. يكون ما تتقاضاه أنت في الساعة هو ٥٠ حنيها عن الساعة مقابل ٨ ساعات عمل يوميا في ٢٢ يوم شهرياً، وهو ما لا يسري على أخينا المتسوّل، فهو يعمل يومياً ما شاء من الساعات، والتي قد تتجاوز الـ ١٤ ساعة يومياً لو كان يتسوّل جالساً، أو في مكان ثابت وهو أيضاً يعمل ويربح ٣٠ يوماً، بل إنه في الإجازات الرسمية يُحصّل دخلاً مضاعفاً، أضف إلى ذلك أنه لا يدفع على دخله الوفير هذا أي ضريبة على الإطلاق، فهو ربح صاف.

عزيزي المواطن.. اعلَم حفظك الله أن هذا المتسوّل الذي تُشفق عليه فتناوله ما يتيسّر لديك من المال، هو بكل بساطة يُحصّل راتباً شهرياً متوسّطه ٥٠,٠٠٠ جنيه مصري، وأن من واجبه هو أن يُشفق عليك ويعطيك ويعطينا من زكاة ماله!

لما تحب تعمل خير على الماشي.. اشتري سميط من الراجل اللي على الكوبري أو مناديل من الست \”وخُد باكو المناديل\”.

وأما إن كان المتسوّل طفلاً، يبقى واجب عليك تفكّر في الكلام اللي جاي ده كويس وتأخذه بعين الإعتبار:

لا تُعطي طفلا متسولا أي شيء على الإطلاق، ولا حتى جنيه واحد.. لا ليست قسوة تلك، لكنك بعملك هذا أخي المُرضِع/أختى الشفوقة تُشجّع مُتعمّداً جريمة خطف الأطفال وتسريحهم للتسوّل!

نعم أنت بوضعك لهذه العملات الفضية في يد هذا الطفل وتلك الطفلة، تقول لخاطفيهم بابتسامة بلهاء: \”أحسَنتُم صنعاً\”، وتتعمدُ إثبات حسن تفكير مافيا الخطف والتسول، وتؤكد لهم كل يوم أنه إستثمار ناجح!

نعم.. عزيزتي المواطنة الحنونة أنت بكل بساطة تدفعين مالا لتُعززي إحتمالات خَطف ابنك أو ابنتك في المستقبل القريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top