رغم الضجة حول عدم التزام نساء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالزي الإسلامي خلال تواجدهن معه في زيارته للمملكة السعودية إلا أن السيدة الأولى مانيلا وابنته إيفانكا، ظهرتا بمظهر أكثر احتشامًا مما اعتادتا حال تواجدهما في المجال العام.
ويبدو أن تلك الضجة لم تصل أصداؤها إلى أروقة القاعات والاجتماعات التي ظهرت فيها السيدتان مع الرئيس ترامب، فتوالت نظرات الإعجاب وتجاذب أطراف الحديث مع إيفانكا –التي لا تحمل صفة رسمية في مشاركتها بقاعة اجتماعات القمة وفق القواعد البروتوكولية– مع العديد من الموجودين من السعوديين (ممن يفترض أنهم بين مسؤولين رسميين أو حاشية العاهل السعودي)، وكان ختامها بمصافحة الملك سلمان نفسه كلتا السيدتين في ختام القمة العربية الإسلامية الأمريكية.
ولم يفوّت العشرات من المشاركين السعوديين اللحظات التي سنحت لهم لالتقاط الصور السيلفي مع السافرات من سيدات البيت الأبيض غير المحتشمات وفقًا للثقافة السعودية.
أما مواقع التواصل الاجتماعي فعكست الازدواجية الثقافية في المعايير السعودية، والتي شملت تعبيرات الإعجاب، وطلبات الزواج ممن يتحلين بمظهر قد يقام عليهن عقوبة إن كن من السعوديات بالتأكيد، وينبذن إن كن من أبناء الجاليات العربية.
الرياض وجدة أكثر تقبلًا للثقافة الغربية، بفعل الجاليات غير المسلمة الوافدة إليها لإدارة الشركات العديدة التي تضرب بجذورها في الاقتصاد السعودي، وبالنظر إلى الاتفاقيات الأخيرة التي أبرمها الملك سلمان وترامب لتبلغ نحو 460 مليار دولار لاستثمارات عسكرية وأخرى تمتد لنحو عشرة سنوات، ربما على المجتمع السعودي التعايش مع مئات من النساء على شاكلة إيفانكا كنموذج أمريكي بات مفروضًا في أزقة المملكة المحتشمة.
التشدد والتراخي، الذي عكس ازدواجية المجتمع المحافظ، امتدت من الثقافة والمعتقد إلى سمة اجتماع القمة، خاصة في بهو الاستقبال من حرس الشرف الذي لم يستل سيفه سوى لاستقبال الوفود الرسمية ثم يعود إلى الاسترخاء وتبادل الأحاديث الجانبية بعكس المظهر الذي يبدو عليه أقرانهم في مختلف دول العالم، خاصة في مؤتمر عنوانه الرئيسي محاربة الإرهاب، ونتيجته الأخيرة سلاح أمريكي في يد السعودية.
أما في أروقة اجتماع القمة –الذي يناقش قضية تؤرق العالم– فكان الحرس متزينًا بالخنجر الذهبي ومسدس في حزام من الجلد، ولكنه مارس دورًا تراثيًا في تقديم القهوة العربية البيضاء للوفود، لتجتمع كل تلك المظاهر من قمة شديدة الأهمية إلى دعوة لاحتساء المشروب والاستماع إلى 6 رؤساء في أقل من 90 دقيقة والعودة إلى الديار، ويصدر \”إعلان الرياض\” والجميع محلقًا منهم غير المتوافق على البيان ومنها لبنان خشية من الوضع الداخلي فيما يتعلق بحزب الله.