أحمد تايلور يكتب: أنا دولة يا شاطر

\”إسرائيل ليست عاجزة عن مساواة حماس والقسام بالأرض، هم لا يعجزون، لكنهم يريدون حماس شوكة في حلق الأمة العربية وفي ظهر مصر، أنا باعيد ندائي تاني للرئيس السيسي: قدم أدلة الدولة لمجلس الأمن، وافقوا نضرب، موافقوش برضه نضرب، هي توصل إني أسيب الكيان الإرهابي يرسل تهديدات، وبعدين الـ……. (النقط دي مكانها شتيمة)، اللي كان ملثم، لو انت راجل اكشف وجهك، يا حبيبي أنا دولة، أنا دولة يا شاطر، قياداتها معروفين، وزير الدفاع وجهه معروف، خليك راجل واكشف عن وجهك\”.

ريهام نعمان.. مقدمة برنامج \”واحد صحيح\” – هو البرنامج اسمه كدا – المُذاع على قناة العاصمة، وأما الملثم الذي كانت ترمي إليه كلماتها فهو أبو عبيدة، المتحدث الإعلامي الرسمي باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.

يا شاطرة.. الملثم الذي تضعه إسرائيل على قوائم اغتيالاتها، أفضل لأي إنسان حر من \”رجل الدولة\”، الناطق باسم تل أبيب.

……….

لا تعرف مذيعة الشئون المعنوية عن الدولة سوى وجه القادة، لذلك لا تعتبر الملثمين رجال دولة، هذا تعريف سهل جدا وبسيط، غير أنه يعتبر قطاع الطرق واللصوص الذين ينقضون على السلطة رغما عن إرادة الشعوب، رجال دولة، مع إنهم ملثمون، بحكم التعريف على الأقل!

……….

إحنا دولة يا شاطر، ومش أي دولة يا حبيبي، إحنا اللي بدعنا السياسة، عندنا دستور لا تقولي أمريكا ولا ألمانيا، عندنا رئيس اسم الله على مقامه يفهمها وهي طايرة، هنقدم مذكرة لمجلس الأمن عشان نضرب حماس، لو وافقوا خير وبركة، موافقوش ولا يهمنا واللي مش عاجبه يخبط دماغه في حيطة خالته.

يبدو أن العنوان الخفي لميثاق الشرف الإعلامي الذي وعد به السيسي في خطاب 3 يوليو: \”حد له شوق في حاجة\”!

………

احنا دولة يا شاطر تسن قوانين سيئة السمعة، في غيبة البرلمان، تحبس بها شباب وفتيات وأطفال بتهمة التظاهر، وتلقيها في سلة الزبالة إذا كان على الجانب الآخر أحد الغربان.

……….

دولة تطلق النار على مظاهرة سلمية تُوزع فيها الورود على قوات الأمن المركزي، وتعتبر اقتحام مديرية أمن واحتجاز قيادات أمنية \”وقفة احتجاجية\”!

دولتكم التي قتلت شيماء الصباغ في وقفة احتجاجية بالورود، اعتبروها \”مظاهرة\”، وقتلت سندس رضا في مظاهرة سلمية اعتبروها \”مسلحة\”، هي ذاتها الدولة التي وعدت أمناء الشرطة – الذين اقتحموا مقرات أمنية وتبادلوا النيران مع الأمن المركزي – بتلبية مطالبهم، شريطة فض الاعتصام!

……….

دولة تعتقل الشباب أولا، ثم تبحث لهم عن تهم تسوغ اعتقالهم، وإذا فشلت في تلفيق التهم، تركتهم محبوسين، وإذا جاء توقيت إطلاق السراح، اخطفتهم، لا لأنها دولة خارج نطاق القانون والزمن، حاشا لله، لكنها أحبت المعتقلين، ولا تريد فراقهم، هذا تفسير أكثر منطقية بالطبع.

……….

دولة ترى في إسراء الطويل، فتاة العكاز الصغيرة، تهديدا لأمنها القومي، وتعتبر قتل إسرائيل لجنودها على الحدود خطأ لا يستوجب المطالبة بالاعتذار.

……….

دولة تعتبر الخروج على كل الأعراف والقوانين واحتراف القتل والتصفية من متطلبات الحفاظ على ذاتها، هكذا فعلت مع إسلام عطيتو، طالب الهندسة الذي اختطفته من جامعته، وقامت بتصفيته، ثم كذبت على الناس مدعية أنها قتلته في إطار اشتباك مسلح، إلا أن كاميرات المراقبة وأحد الأساتذة أصحاب الضمير الحي كشفوا اللعبة القذرة.

……….

دولة تعذب وتقتل المحاميين كي لا يتمكنوا من الدفاع عن المتهمين، إليك كريم حمدي، المحامي الشاب، الذي قادته رغبته في الدفاع عن المظاليم إلى \”النفخ\” في قسم المطرية حتى الموت.

……….

دولة تقتل المعتقلين بشكل عمدي، عن طريق الإهمال الطبي ومنع الدواء عنهم.. مثلما فعلت مع \”فريد إسماعيل، الفلاحجي\” فيما يتلقى مبارك الرعاية الطبية الفخمة، طيلة فترة حبسه، مشيها حبسه، في أفضل مستشفيات مصر على الإطلاق!

……….

دولة تزين السجون صباحا استعدادا للزيارة المتفق عليها مسبقا مع وفد حقوق الإنسان، وتعذب المساجين ليلا، وتمنع عنهم أبسط متطلبات العنصر البشري، الذي يحتاجه للبقاء حيا!

……….

دولة تطلقك، وأمثالك، في وجوه الجمهور، تسبون في الجميع بلا رادع، تترك الشتّامين في الفضائيات دون عقاب، الدولة التي توفر كامل الحماية والأمن لخدمة النعل السلطاني، هي ذاتها التي بررت إغلاق قنوات الإسلاميين حماية للأخلاق ودفاعا عن الصالح العام، فهل ورثكم أباكم الصالح العام، تتحدثون باسمه، وتحجبون باسمه، وتسمحون باسمه؟!

………

دولة تفتح المجال لمرتضى منصور وتوفيق عكاشة وأحمد موسى وأماني الخياط، وتغلقه أمام يسري فودة وبلال فضل وريم ماجد.

………

دولة وزير عدلها متهم، بشهادة الأهرام، بالتربح والاختلاس والاعتداء على أراضيها، فيما تطلق أبواقها للهجوم على معارضيها في ذممهم المالية!

………

دولة يطلق رئيسها تصريحات عارية من الحقيقة أمام العالم، ويدعي أنه يحكم بلد تسوده حرية الرأي والتعبير، في الوقت الذي يتم القبض فيه على العشرات بتهم الإساءة للرئيس، وتُسجن فيه فتيات بتهمة \”حيازة دبوس\”، ويعتقل شباب وصحفيين بتهمة \”حيازة كاميرا\”!

……….

دولة \”بتنيم\” أمريكا من المغرب وتعتقل قائد أسطولها السادس على شاشات الإعلام، وتتزوجها \”عرفي\” ليلا، فيما يعتبر أحد قيادات مجلسها العسكري جيش مصر جزء من الأمن القومي الأمريكي!

……….

دولة قضاؤها شامخ.. لا يجد غضاضة في سجن الأطفال، وأحكام الإعدام الجماعية، يحبس عصام سلطان سنة بسبب قوله \”السلام عليكم عدا هيئة المحكمة\”.. يتيح الفرصة كاملة، وأكثر، لمتهم في الدفاع عن نفسه، ويضع آخر في قفص زجاجي حتى لا يسمعه أحد سواه!

……….

دولة تطلب من أفرادها التبرع لصندوق لا يعلم ماهيته أحد، وتتفنن في كيفية إرضاء العسكريين، والقضاة!، دولة تحكم أفرادها بالفناكيش وقوة السلاح وتدعي أنها تمثل الشعب كله!

……….

دولة تجبر أفرادها على التنازل عن الجنسية مقابل الحرية، تجبر أفرادها على التهجير قسرا، في مخالفة صريحة لأعظم دستور في العالم!

تواصل مع الكاتب عبر فيس بوك.. من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top