آلاء سنان تكتب: أخوكي بياكل صحابه يا أوشة

– يعني أنا حرامي ولا إيه؟!!

– ماقلناش كده يا مليجي.. بس ده تاسع واد تقش بيه!

– فيها إيه يا أخي؟ العيال عزوة ع الترابيزة.. ربنا يزيد ويبارك.

دار الحوار السابق في فيلم \”عوكل\”، بينما يقوم مليجي بالنصب على أصدقائه أثناء لعب الكوتشينة، وكمجنون مختل بدأ مليجي في خنق وضرب وقتل أصحابه من المعترضين على عملية النصب، وصرخ عوكل بينما يبحث –هاربا- عن مخرج.

– أخوكي بياكل صحابه يا أوشه! بياكل صحابه!

وأول أمس، عاد مليجي مجددا يريد أن يقش من جديد بالنصب والتقليب، فأعلن عن إخضاع خدمات التعليم الدولى لضريبة القيمة المضافة الجديدة، ضمن مشروع القانون المقدم من وزارة المالية لمجلس النواب، وقال مليجي خلال توقيع بروتوكول تعاون مع الغرفة التجارية بالقاهرة الأسبوع الماضي، إن التعليم الحكومى والخاص معفى من الضريبة باستثناء التعليم الدولى، مضيفا: \”من يمكنه سداد مصاريف التعليم الدولى عليه تحمل الضرائب\”.

أظن أننا أمام إحتمالات ثلاثة لا رابع لهم.. إما أن هذا المليجي مجنون، فيجب علينا إيداعه فورا في إحدى المستشفيات العقلية، وإما أنه لص يحاول فرض قوته لتقليب المواطنين -المتقلبين خلقة- فيجب علينا مقاضاته، والاحتمال الأخير أنه لا يعلم بعض الحقائق التالية، لذلك نلفت نظره إليها.

أولا: بمناسبة التعليم الحكومي المعفي –كتر خيرك- من الضريبة، فربما يجب عليك عزيزي مليجي قراءة تقرير التنافسية العالمية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لعامي (2013-2014)، الذى وضع مصر فى المركز الأخير من حيث جودة التعليم الأساسي. ويستند التقرير إلى مؤشر التنافسية العالمية، الذي ينقسم إلى 114 مؤشرا يندرج تحت إثني عشر تصنيفا تهدف جميعها إلى \”الإنتاجية والازدهار\”، لاسيما المؤسسات وأسواق المال والجاهزية التقنية والصحة والتعليم وغيرها من المجالات. ووفقا لهذه المؤشرات، احتلت مصر المركز 118، متراجعة 11 مركزا عن العام الماضى، لتصبح في قاع القائمة بعد كل دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تقريبا. ولا داع لانتظار تقرير (2015 -2016)، لأننا بركنا في القاع خلاص.

ثانيا: فشل الحكومة الحالية والحكومات السابقة في توفير خدمات تعليمية ولو مقبولة المستوى، هو ما دفع الأسر المصرية للبحث عن بدائل أخرى بداية من الدروس الخصوصية إلى المدارس الخاصة، وأخيرا الدولية. ورغما عن الظروف الاقتصادية الكحلي التي لا تخفى على أحد،  والضرائب التي لا تزال تنهال علينا تقصف رقبتنا بعد أن قسمت وسطنا، إلا أننا اضطررنا نحن الأهالي لندفع من مالنا وعافيتنا فاتورة مستنقع الجشع والجهل والتقصير والفشل الذي تقبع فيه العملية التعليمية غرقانة لشوشتها دون أن نرى مسؤولا واحدا في وزارة التربية والتعليم يمد لها ولو يد مقطوعة على سبيل –لامؤاخذة- الكسوف.

ثالثا: التعليم ليس عربة فارهة أو تليفون ذكي أو شاليه في العين السخنة نقضي به يومين في السنة، أو شقة في العجمي نقضي بها الصيف.. التعليم ليس سلعة ترفيهية يمكننا الاستغناء عنها، ويجب علينا سداد ضرائبها إذا أردنا الاستمتاع بها.. التعليم عزيزي مليجي هو احتياج أساسي لا غنى عنه، وهو من مسؤوليات الدولة لا الأفراد، وفي حال ما إذا فشلت هذه الدولة في القيام بمسؤولياتها، فأضعف الإيمان أن تقوم  بتيسيره، لا فرض ضرائب ووضع عقبات في طريقه.

نحن نستحق الشكر كأفراد على القيام بمهام دولة، نحن نستحق الإشادة أو على الأقل نستحق التقدير، إنما أن تفرضوا علينا ضرائب لأننا تطوعنا بمساعدتكم! فيا عينكم يا جبايركم بجد!

رابعا: نحن لسنا لصوصا مثلكم ليمكننا دفع كل تلك الأموال، ولا نريد لأولادنا أن يصبحوا من محدودي القدرات الذهنية مثلكم لنقبل مستوى تعليم هو الأخير على العالم، ولا نريد لوطنهم في المستقبل أن يشبه وطننا الآن لنسكت عن سرقتكم لنا علنا بموجب قرارات وقوانين. نحن نحب أولادنا ونحب هذه البلاد ونفعل وسنظل نفعل كل ما في وسعنا لمصلحة أولادنا ولصلاح البلاد، لكننا أبدا لن نصرخ مثل عوكل.. ولن نحلفك بفخادك.. بل سنتصدى لك.. وسنقاومك ولو بالكلمة.. ونشير عليك ونقول: المليجي أهو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top