آلاء حسني تكتب: "تحت السيطرة".. ستات البيوت كمان عيالهم بيتلطوا

من سنين طويلة تم ربط إدمان الأبناء وانحرافهم بخروج الأمهات للعمل، وكانت الصورة النمطية للأم العاملة هي أنها ست مستعجلة مش ملاحقة على حاجة, مشغولة دايما, بوعي أو بدون وعي.. مقصرة في حق عيلتها، وبالتالي النتيجة هي تفكك أسري وانحراف وضياع للأبناء.

على النقيض بنلاقي ست البيت في صورة الأم الجميلة, اللي بتضحي بكل حاجة في سبيل سعادة واستقرار أسرتها.. متفرغة تماما لبيتها، بتطبخ كويس, مطيعة ومخلصة وبالتالي العيلة دايما متجمعة حواليها وأولادها صالحين.

في كل الأحوال بتتقدم الأم فى الدراما وكأنها هي المسؤلة الوحيدة عن تنشئة الأطفال وتربيتهم وحمايتهم, وبيكون صلاح الأبناء أو فسادهم معيار نجاحها من عدمه بالنسبة للمجتمع، وبيتم تجاهل دور الأب في التربية وحقها في العمل وأهميته، سواء لدعم الأسرة ماديا أو لتحقيق كيانها المستقل وسعادتها الشخصية.

لكن على عكس التنميط المعتاد للأمهات في الدراما، قدمت \”مريم نعوم\” في مسلسل \”تحت السيطرة\” نماذج واقعية؛ نماذج بتقول للمجتمع إن ستات البيوت كمان عيالهم \”بيتلطوا\”.

شيرين \”أم هانيا\” ست بيت متفرغة، جميلة, محبة, مصاحبة أمهات صاحبات بنتها علشان تطمن وتقدر تتأكد من وراها هي رايحة فين ومع مين.. دخلتها أحسن المدارس, مهتمة بتعليمها، وبنتها بالفعل كانت متفوقة وذكية.

متجوزة \”بالمراسلة\” راجل مابتحبوش وقبلت بده علشان خاطر بنتها والحياة المستقرة داخل القالب الاجتماعي اللي هي إختارت تدخله, ورغم إن \”شيرين\” دخلت قالب الأم المثالية النمطي، إلا إن \”هانيا\” أدمنت وهربت من البيت في ظل غياب الأب الكامل اللي لما عرف بهروب بنته اتهم مراته بالفشل وطلقها.

\”سلمى\” نموذج  لست بتشتغل وناجحة في حياتها, حبيبة بتحاول بكل الطرق تحمي حبيبها من نفسه، بتتحمل وبتضحي لأقصى حد، بتتقبل إنتكاساته وخيانته في سبيل محاولات مستميتة لإنجاح العلاقة، لكن بتوصل لمرحلة تعرف فيها إن مبقاش ينفع تتمسك بعلاقة مشوهة بتقتل أحلى ما فيها وتضيع عمرها أكتر من كده.

\”سلمى\” طول عمرها بتحلم بالأمومة ومستنياها جدا، لكن بتقرر الإجهاض لأن إحساسها كأم رافض ييجي طفل للعالم أبوه مدمن أو مسجون أو مجنون أو ميت.. إحساسها بالمسئولية تجاه جنينها خلاها تنزله، لأنها مش هتقبل إنه يكبر وأبوه مدمن، فيقلده أو يتأذي بسببه ومش هتقبل تلغي خانة الأب من حياته, ماكانتش هتقدر تكون أم وحيدة وماكانتش عايزة حاجة تربطها بطارق، فقررت إنهاء حملها علشان تحمي نفسها وتحمي الطفل.

أم \”علي\” نموذج بنشوفه كتير في حياتنا اليومية، ست بيت عادية بتقضي وقتها بين المسلسلات والمطبخ والاهتمام بعيلتها.. حبها لابنها واصل لحد الدلع، بتغفر له كل خطأ وتبرره كمان.. كانت ست فاهمة أهمية وجود راجل في البيت علشان العيال تتربى كويس, وزي أغلب الستات مش عايزة تجيب جوز أم لعيالها، فقررت تحط الخال مكان الأب، لكن ولا الخال ولا الدلع ولا قعدة البيت حموا ابنها من الإدمان.

\”عزة\” الأم الغلبانة اللي بتتاجر في المخدرات غصب عنها علشان تأكل عيالها.. عزة مش خايفة من أي حاجة في حياتها غير إنها تتاخد، مش علشانها، لكن علشان عيالها هتسيبهم لمين.. عيالها اللي أبوهم مامنعوش تفاني مراته وحبها وتضحيتها وتسامحها الدائم من إنه يتاجر في المخدرات ويدمن الخيانة لحد ما يتسجن.

أم \”طارق\” نموذج معقد ومختلف جدا.. هي الأم اللي عافرت وتعبت وحاولت تاني وتالت لحد ما سلمت إن مفيش شئ في إمكانها وإنها عملت اللي تقدر عليه, أم \”طارق\” يأست إن إبنها هيتعالج.

كلامها مع \”سلمى\” مرات ابنها عن إنها لازم تبني حياة جديدة وماتضيعش عمرها هو أكتر حوار مختلف شفته في مسلسل بين ست وحماتها.

كل أم في مسلسل \”تحت السيطرة\” هي نموذج متفرد مختلف عن التاني. ممكن بيشبه النمط في حاجات، لأن في النهاية القالب ده موجود في الواقع، لكن الفرق إن الشخصيات حقيقية ومتنوعة جدا وبتنفي بوضوح عن الأمهات تهمة التسبب في إدمان عيالهم، لأن الإدمان مافرقش بين عيال ست البيت وعيال اللي بتشتغل، ولا فرق غني من فقير أو متعلم من جاهل.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top