آدم يس مكيوي يكتب: إيه اللي ودانا هناك؟

في زمن ليس ببعيد قال أحدهم جملة: أحسن حاجه في الثورة المصرية إن ملهاش قائد، وقال آخر إن البرادعي دخل أمريكا في العراق، وقال ثالث إن الإخوان حموا الثوار في موقعة الجمل، وقال رابع زاعقا: لا يمكن الجيش يكون عمل كده في بنات مصر، وقال خامس: أنا عايز اختي كاميليا، وقال سادس: إحنا مش حنتضرب تاني يا منى، وتساءل سابع: هي العيال المخربة دي عايزة إيه من مصر يا كابتن مدحت؟ فظهر من خلفه شاب مغرض، وسب الكابتن مدحت بأمه في سابقة لا نتمنى لها أن تتكرر في ملاعبنا ولا برامجنا.. قال ثامن: اللي يحب مصر مايخربش مصر، وسأل أحد سائقي التاكسي التابعين للمباحث الدكتور صلاح عناني: ماذا تفعلون في ميدان التحرير؟ فرد عليه: بنضاجع عيال! وطالب أحد المتصلين على قناة النيل الثقافية أولاده بلم الغسيل، لأن مصر في حالة بناء، والجو شديد البرودة، واحتمالية سقوط الأمطار هي احتمالية ضخمة، والغسيل حايتعرض لبلل.

أقوال كثيرة قيلت ومرسي وقف بدون واقي، وذهب لسينا، فحيا الخاطفين والمخطوفين، وسيدنا جبريل تجسد في رابعة، والأمن فض الاعتصام بأحدث التقنيات، فسقط ألف معتصم، والسيسي احتضن الشعب وألغى الأحزاب، ورفع شعار مصر لنا، وإنجلترا إن أمكنا.

أين عماد أديب اليوم؟ هل حسده الناس بعد زواجه من الفنانة اليافعة مروة حسين؟

ولماذا يظهر شخص بعجيزة ضخمة ويحتفي بفرح طفولي برصف شارع، ويدافع عن النظام كأنه ابنه التلفان الخايب اللي بيصدر ريح في الفصل، وبيعمي زمايله وبيسقط؟ بس أبوه شايفه نمرة واحد! ثم من إمتى يعني مواطن مصري عادي بيحتفي بكوبري ولا بزيارة رئيس؟

ولماذا يحب رجل مصر الملكية؟ ويترحم على أيامها المزدهرة المليئة باللبن والعسل ويهاجم عسكر يوليو، ثم يبلع الزلط اليوم لعسكر يوليو؟

ولماذا يتغاضى ناصري خشبي مؤيد، عن رأسمالية المؤسسة العسكرية، والسياسات النيو ليبرالية؟

ولماذا فاز سمير غطاس من الجولة الأولى بدون أن يعرفه أحد؟

ولماذا لم يغن عادل الفار لثورة يناير أو ثورة 30 يونيو؟

مين أول من قال جملة: لو مش عاجبكوا الكلام.. ما عندكوا ميدان التحرير؟ آه.. انزلوا الميدان، وبعدين خشوا شمال في شارع التحرير، حتلاقوا كشري التحرير، هاتوا علبة ومعاها كمالة، واطلعوا على بار الحرية بلّعوا بواحد بيرة وتجشأوا في وجه العالم.

يقول ألكسيس دو توكفيل: تواجه الثورات مشكلة مثلما تواجه الروايات، وهي صعوبة وضع تصور للنهاية.. أما لهذا الإنهاك والإحباط من نهاية؟

ثم أصلا يا محترم كلمة ذكرى الثورة بتوحي إن فيه صوان عزاء ضخم وإننا حنجلس في عمر مكرم نشرب القهوة السادة على روح الثورة.. اليومين دول العجل مفسي والناس منهكة والدكانة قافلة والنظام أعاد انتاج نفسه من الرماد، ومفيش حراك ومفيش حالة اليوفوريا والنشوة اللي صاحبت البدايات، بس فيه معتقلين ومصابين وراحلين وبكائيات وشعارات فارغة.. فإحنا نقعد ونتفرج ولا حاجه لنا للتثوير.. خلينا نقعد لغاية ما النمل ياكل العصايا.. ساعتها الجسد المتورم حياخد هدر \”بضم الهاء\” محترم من نفسه.

والله أعلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top